الجماهير – فاتن يوسف
في الساعة 13.58 من تشرين الأول لعام 1973 كانت ساعة الصفر لحدث عظيم ، إنها حرب تشرين التحريرية التي بدأت حرباً وانتهت نصراً غير مجرى التاريخ الحديث، الحرب التي انطلقت على الجبهتين السورية والمصرية بآن واحد مازالت منذ 47 عاماً وحتى الآن موضع أبحاث المحللين السياسيين والعسكريين في العالم ،كتبت أحدى كبرى المجلات الأمريكية التي تعنى بالسياسات العسكرية والاستراتيجية (في حرب اكتوبر ،ماذا سيحدث في العالم لو واصلت الدبابات السورية طريقها نحو حيفا وتل أبيب ؟وماذا لو واصلت مصر دفع قواتها نحو جنوب اسرائيل؟ ) كان العدو الصهيوني يمتلك أقوى وأسرع دبابات في السلاح العسكري آنذاك إضافة الى تفوق قواته الجوية التي كان بإمكانها إنهاء المعارك الجوية والتحول نحو استهداف القوات البرية للجيوش العربية ،لكن الجيوش العربية تغلبت على فارق التسليح بكم هائل من الصواريخ السوفيتية المضادة للدبابات ،إضافة الى الصواريخ المضادة للطائرات (أرض جو ) ومدفعية مضادة للطائرات فأوقعت العدو في موقف لم يواجه مثله في تاريخ أقامة كيانه الوليد ،وكان النصر الذي غير السياسات المحورية وجعل الولايات المتحدة الأمريكية تضع على رأس أجندتها الخاصة بالشؤون الخارجية مسألة (الصراع العربي الصهيوني ).
– التضامن العربي في حرب تشرين في السادس من تشرين الأول لعام 1973 شنت سورية ومصر هجوما متزامنآ على القوات الصهيونية في مرتفعات الجولان وسيناء وكانت إرادة الجندي العربي السوري والمصري في المعركة تنعكس بطوﻻت وصمودا توج النصر ،ومع قوة المعارك على الجبهات مع العدو كان يتدفق آنذاك التضامن العربي فعلا وليس قوﻻ ،الجزائر ،الكويت،العراق،السودان ، السعودية ).
فقد قطعت دول النفط امداد النفط العربي الى الغرب المساند للكيان الصهيوني ،وانطلقت خمسة جيوش عربية للقتال مع سورية ومصر إضافة لإرسالها الامدادات والأموال ،فكانت الجزائر أول من حظر صادرات النفط عن الغرب وأرسل الرئيس هواري بومدين الرجال والسلاح أضافة للامدادات التي تتطلبها المعركة ، وشارك الجنود الكويتيين في المعركة عبر قوة(الجهراء الجحفة) في منطقة السيدة زينب وهضبة الجوﻻن ،إضافة الى سيناء ،وكذلك أرسلت السودان لواء مشاة من الجيش السوداني لسد ثغرة( الدفرسوار)، وبنت السعودية جسرا” جويا” لإرسال الجنود الى سورية ،أما العراق فقد شاركت في المعركة من الضربة الأولى عبر طائراتها. لقد حقق التضامن العربي قوة فاعلة في تحقيق النصر خلف الجيشين السوري والمصري في معركة انتشلت خنجر النكسة عام 1967 ونكبة 1948 وزرعته في قلب كل صهيوني جاعلة العالم يسخر من عبارة(الجيش الصهيوني الذي لا يقهر )، واستمرت الحرب لنهاية الشهر فبدأت الوﻻيات المتحدة الأميركية في الضغط على سورية ومصر لتوقيع اتفاق وقف إطﻻق النار عبر هيئة الأمم المتحدة . – ويستمر النصر في سورية
نستعيد النصر الذي غير وجه التاريخ-في ذكرى الـ 47لحرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، وجيشنا العربي السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد يواصل بطولاته وتضحياته لتطهير كل شبر من تراب سورية التي دنسها المرتزقة والارهابيون متضامنين شعبا” وجيشا” وقائدا” للوقوف في وجه الإرهاب والتخريب والحصار الاقتصادي والمؤامرات بكافة مصادرها وأشكالها لمواصلة تحقيق النصر وبناء سورية أقوى.
رقم العدد 16186