الجماهير – أسماء خيرو
الحياة وشجونها كانت مضمون القصائد التي ألقيت في أمسية شعرية، أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في هنانو ، بمشاركة كل من الشاعرة رولا عبد الحميد ، والشاعرة سمر ياغي، وذلك على مسرح ثقافي العزيزية فيما قدم الأمسية أحمد العبسي مدير مركز ثقافي هنانو .
قصائد الشاعرة عبد الحميد التي ألقتها في بداية الأمسية على اختلاف عناوينها من ( أبحث عنه – وآه وآه وآهات – هو أنت- أنا وتلك الأشجار قلبان محترقان ) كانت تدور في فلك واحد وتعبر عن معنى واحد وهو عاطفة الحب مع اختلاف مظاهر هذا الحب تبعاً للتجربة والظروف والحياة المزدحمة بالأحزان والمشاكل والآلام فكانت كلماتها تبث الود والحنان حيناً من الوقت ، وفي الحين الآخر كانت تجسد مرارة الانتظار ولوعة الأشواق والتمني. وهذا بعض ماجاء في قصيدة (أبحث عنه):
أبحث عنه في مآقي القمر النعسان وفي شعاع الشمس الغافي على وريدي / أبحث عنه في صدر روحي الهاربة وفي جليد الدقائق على دفتري / وهو الغائب هو أنت التي تحوك وشاحاً لكلماتي / وأبحث عنه في أنا الضوء الخافت وأحث الخطا لسناه / فتغيب ذراتي في غار بلاده / ليتني أخرج عن السطر أتفقد ماتقاطر مني أن الهجيع بعض التمني.
فيما قصائد الشاعرة ياغي التي اختلفت عناوينها مابين ( أزاول الشرود – مرهونة لحلب – في لجة وقتي الثمين- شارد مفقود ) كانت تحكي عن الانتماء لتراب وحناء الوطن وعن عنفوان المرأة وكبريائها وعن وقوفها وثباتها وعدم استسلامها في وجه المحن والمصائب فكانت كلماتها تحتج عندما يسود الصمت في الأرواح ويمسي غابة أحزان، وتبكي عندما تزورها الذكريات.
ومما جاء في قصيدة ( حين يمسي الصمت غابة) : حين يمسي الصمت غابة من حفيف مهشم يغادر الصباح متكسر الأضلاع متورم الشروق في لجة الوقت الثقيل / وعبثا أسقط وأعود وأكرر عدد مرات نهوضي وأنجو بأعجوبة فأبتسم / كم رائع أن نتذكر كيف الحلم غاب / أرصد كل الأسئلة وعلى أقل تقدير أخشى دخول غول الأدغال وحدي/ أصغي لعذوبة تمطرني صنوبراً / يتردد صدى السنديان حفيفاً على مرمى حواسي فلا تستفيق/ أتلمس روحي والوقت ظلام، إصرار اقترفته سيأتي كم أفتقر لذاتي / إني عشقت وحدتي والضباب…
ولقد اعتذر الشاعر عصام ترشحاني عن الحضور لأسباب صحية ..
وختمت الأمسية بمداخلة وحيدة من الكاتب محمد عبد المحسن تحدث فيها عن الاختلاف ما بين شعر التفعيلة والشعر العمودي منوهاً بالنصوص الأدبية التي ألقيت ، واصفا القصائد بالخواطر الغنائية الشعرية ثم أثنى على أداء كلتا الشاعرتين الذي حاز استحسان جميع الحضور.
ت : هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٢٠٢