تجارب بنهايات عقيمة في قصائد شعرية وقصة قصيرة ..

 

الجماهير – أسماء خيرو

النهاية العقيمة لتجارب من الحياة كانت من أهم ماتناولته القصائد الشعرية والقصة القصيرة التي ألقاها كل من الأدباء ” أديل برشيني، وليد السباعي، خلدون سراج الدين” في أمسية أدبية أقامها اتحاد كتاب العرب فرع حلب ، بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب ، وذلك في مقر فرع الاتحاد في شارع بارون فيما قدم الأمسية أسامة مرعشلي .
المقطوعات النثرية التي ألقتها الأديبة برشيني في مستهل الأمسية كانت عبارة عن همسات عبرت فيها عمايختلج في القلب والروح في زمن الحزن والقهر ،ثم قرأت قصيدتيين بعنوان ( منذورة أيامنا ، وعين الليل) تناولت فيهما فكرة اغتراب العمر الذي بات أسير الشوق والحنين ونذر أيامه للحب والأحلام والصبر ، ثم ختمت قراءاتها بقصيدة زجلية تحدثت فيها عن الوطن ومايجري فيه من أحداث مؤلمة .. ومماجاء في بعض الهمسات ” أيها العابر بين أدغال الزمن جرحك يضيء في نبضي أنا وأنت حكاية حزينة تحدوها غيمة من تراب الوطن/ صرنا أغنية أخرستها تباريح الوحشة .
ثانية ،دقيقة، ساعة ،يوم ،أسبوع، شهر / أين أنتِ أيتها المحبة / هل أنت وراء الجبل أم خلف الستار / ها أنا وصلت إلى بئر الحب أنزلت دلوي فلم أحصل إلا على نبضات جامدة / في المساء أدفن الحزن برائحة شمع يتحول لرائحة خبز يعبر النار ليطفئ جنون اللهفة الجائعة / أنا أعلم أني لن أموت فالنهار مازال مشرقا والشعر مازال ينشد أهازيج البقاء ..

فيما القصة التي قرأها الأديب السباعي والتي كانت بعنوان ( رجل يسأل ، وأم جواب) تناول فيها، من خلال بطل قصته المهندس المعماري عماد الذي فشل في أن يكون مهندسا أو أديباً، موضوع تمزق الرجل بين امرأتين زوجته التي لايستطيع الاستغناء عنها وعشيقته التي لاتغادر القلب بالرغم من غيابها ، ليفضي من خلال تعاسته وانكساراته وانهزاماته التي أدت به إلى أن يكون من رواد الحانات الليلية ، بطرح سؤال غاية في الأهمية جعله في حيرة من أمره ، بحث فيه عمن تكون من المرأتين اللتين أحبهما، أم ابنه الوحيد، زوجته صفاء أم عشيقته سحر حيث يضع القارئ في جدلية عشق الرجل لأكثر من امرأة في الوقت عينه وماتحمل هذه القضية بين طياتها من تناقضات ونهاية مؤلمة .

أما القصائد التي قرأها الشاعر سراج الدين والتي على اختلاف عناوينها من ( ميعة الخمسين ، وحاجز الصمت – ياقلب أسألك ) كانت تعالج عشق الرجل للمرأة في مختلف مراحل عمره، ففي عمر الخمسين هو عاشق إلى درجة الجنون لايهتم لفارق العمر ولا للزمن الذي خط أصداء الكهولة على ملامح وجهه ، وفي عمر الشباب يناجي الحب الضائع بيأس ويستجدي القرب في الهوى ولكن لارجاء وكلما خطا نحو المرأة التي يحبها بعواطفة وقلبه كانت تبتعد وتصبح ممنوعة عنه ليسدل الستار على النهايات العقيمة. ومما جاء في قصيدة ميعة الخمسين ، / كلما رأيتك يهز داخلي فرح أرجواني / وأجعل في سجل عينيك مولد كل أزماني / حب يستولد باقة الأهواء في أنس يبشرني وأصداء كهولتي في عزلتي تخايلني بأطياف وألوان / فتغدو الأرض في مائد لهفة سكرى بلا أوزانِ/ وأكاد أنسى من خطف نظرات سوائح عمري الخمسين / فشدي بوثاقي حبك عمري واروي سهوب حنيني / خدري بالأحلام جرحي بلمسة طرفك المسكون أضيئي سراج أيامي/ أوقفي الإحساس بالوجود الفاني/ فأنت لغة للخلود تحكي آيات الهوى.

وختمت الأمسية الأدبية بعدة مداخلات تحدثت حول البنية الفنية للقصة القصيرة ، وقصيدة النثر كنوع أدبي أصبح واسع الانتشار خاصة في وقتنا الحاضر .
ت: هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٢٠٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار