ما بين وجودها إلكترونياً وغيابها على أرض الواقع .. ضياع المخصصات التموينية ولا يزال المواطن بانتظار الرسالة ..!!
الجماهير / انطوان بصمه جي
بعد إعلان وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك- يوم 26 أيلول الماضي- الآلية الجديدة لبيع مخصصات مادتي السكر والرز على البطاقة الإلكترونية بمواعيد محددة عبر رسائل نصية تصل للمواطنين، تتضمن فيه موعد استلام مستحقاتهم من الصالة التي حددها المواطن ويمكن له أن يختارها بحيث تكون الأقرب إلى مكان سكنه أو عمله وبناء عليه يتم شراء مخصصاته التموينية من هاتين المادتين خلال يومين من تاريخ وصول الرسالة.
شكاوي كثيرة واستفسارات عدة وصلت إلى “الجماهير” تركزت معظمها حول عدم وجود صالات في بعض الأحياء وإغلاق البعض الآخر لأيام متواصلة، بينما عبر آخرون عن استيائهم من عدم وصول الرسائل النصية وبالتالي لم يستلموا مخصصاتهم التموينية حتى كتابة هذا المادة، فإن الآلية الجديدة ستخلق ازدحاماً في الأيام القادمة لأسباب عديدة وقلة عدد الصالات وأمور إدارية ولوجستية منها عدم توفر الأيدي العاملة.
تأكدت ” الجماهير ” من عدد الصالات الموضوعة على صفحة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي نشرت بتاريخ 3 شباط 2020 عدد الصالات التابعة للسورية للتجارة في محافظة حلب مدينة وريفاً، ليتبين له أن العدد الإجمالي 61 صالة مفتتحة في المدينة مدونة بتفاصيل تساهم بمساعدة المواطن على اختيار الصالة المناسبة له (اسم الصالة والمدينة والمنطقة والحي والشارع المتواجد به) بينما وصل العدد الفعلي للصالات في مدينة حلب وريفها إلى 71 صالة، لتبقى سياسة ترشيد استهلاك مخصصات المواد تحت طور سياسية التجريب في شهرها الأولى وقد لا يكتب لها النجاح.
– “السورية” وشركة “تكامل”..
وللرد على بعض الشكاوي والاستفسارات، التقت ” الجماهير ” مدير فرع السورية للتجارة بحلب عبد الحميد مسلم الذي بيّن أن المديرية غير مسؤولة عن إرسال رسائل نصية للمواطنين بما يتعلق باستلام المخصصات التموينية من مادتي الرز والسكر، مضيفاً أنه تم تسليم المخصصات للمواطنين الذين وصلتهم الرسالة النصية خلال يومين لاستلام مخصصاتهم وفي حال عدم تمكنه من استلام مخصصاته خلال الفترة المحددة يمكنه إعادة الطلب لأخذ دور جديد وكذلك اختيار الصالة الأنسب لكل مواطن بتحديد الصالة عبر قناة تلغرام أو تطبيق وين أو عبر خدمة ussd على الرقم (مربع 9884 نجمة) أو من خلال تطبيق وين عبر الجوا، مبيناً توافر المواد وفق الطاقة الاستيعابية لكل منها.
– صالة “بستان القصر” تعمل ..
وفيما يتعلق بالشكاوي التي وردت إلى “الجماهير” مفادها أن صالة بستان القصر سددت عدد المواطنين، أضاف مسلم أن الصالة المذكورة وزعت ثلاثة أطنان حسب البرنامج، مبيناً وجود توزيع دفعة ثانية على المواطنين القاطنين في حي بستان القصر بداية شهر تشرين الثاني.
– نقص الأيادي العاملة..
شكوى أخرى عن صالة جورة عواد مفادها أنه لم يتم التوزيع بسبب عدم وجود مخصصات والصالة مغلقة لأيام متتالية، أكد مسلم وجود نقص كبير في العمالة يعاني منها فرع حلب من نقص حاد في اليد العاملة حيث يبلغ العدد الإجمالي في صالات فرع حلب 142 عاملاً مقارنة بأعداد مضاعفة بلغت حتى 750 عاملاً مسجلين على ملاك السورية للتجارة، حيث تم إعلام الجهات المعنية وسيتم ترميم النقص الحاد عن طريق مسابقات، انطلاقاً من كون العمل في المنافذ البيعية يحتاج لعمال بصفة دائمين، وخسر فرع حلب كثير من العمال نتيجة التقاعد أو بحكم المستقيلين بسبب عدم التحاقهم في العمل لوجودهم في محافظة إدلب أو مناطق ساخنة.
– جولة ميدانية..
صالات الصالحين والميسر والحلوانية وهنانو والزربة و أورم والعيس والخفسة كلها مجهزة بانتظار توظيف عمال بيع، حيث يضطر القاطنون في حي الميسر للذهاب إلى صالة باب الحديد لاستلام مخصصاتهم التموينية وبالتالي خسارتهم لأجور إضافية متمثلة بارتفاع أسعار أجور النقل وضياع الوقت الكبير بسبب بعد المسافة، في حين صالة قاضي عسكر تعمل بتوزيع المواد الغذائية بمختلف أصنافها بالإضافة إلى وجود المواد التموينية من مادتي الرز والسكر عن طريق البطاقة الإلكترونية.
– المواد متوفرة..
وأكد مدير فرع حلب للسورية للتجارة أن المواد التموينية والغذائية متوفرة ويتم التوزيع عبر الرسائل النصية الواردة للمواطنين من قبل شركة تكامل ولا يوجد ازدحامات ويستطيع المواطن إعادة طلب مخصصاته في حال لم يستطع الحصول عليها في الأيام المحددة له بالإضافة إلى إمكانية تحويل مكان الصالة بحسب رغبته، وفي جولة بأرض الناصر الواقعة بحي صلاح الدين أفاد مواطنون أنه لم تأتي الرسائل النصية لتوزيع المخصصات التموينية لهم حتى تاريخه، في حين أشار مدير فرع حلب لعدم وجود صالة استهلاكية في أرض الناصر لكن وجود صالة في حي صلاح الدين تقوم على تقديم الخدمات لأهالي الحي، فقد وزعت صالة صلاح الدين منذ بداية اتباع الإجراءات الجديدة من خلال إرسال رسالة نصية للمواطنين أكثر من 200 بطاقة في اليوم الواحد.
– الموظف إجازة..
شكوى أخرى وصلت إلى “الجماهير” حول تغييب موظف في صالة الشهداء بحي حلب الجديدة أوضح مدير فرع حلب لـ “الجماهير” أن الموظف تقدم بإجازة رسمية لمدة يوم واحد وضمن القانون في أي مؤسسة حكومة الموظف لديه 15 يوماً إجازة سنوية ولا نستطيع تسليم الذمة المالية لعامل آخر (موظف كمؤقت أو بعقد موسمي) موضحاً أن المواطن يستطيع تحويل مكان بطاقته إلى صالة أخرى، بالإضافة إلى أنه يستطيع إعادة طلبها مرة أخرى من خلال برنامج وين أو عبر برنامج تلغرام.
– صعوبات
وعن الصالات المنتشرة في الريف الحلبي، قال مدير فرع حلب إن صالات مديرية فرع حلب وصلت إلى 71 صالة موزعة بين الريف والمدينة وأن المديرية تعمل باستمرار على تنفيذ خطة الانتشار الأفقي في المدينة والريف بالتوازي مع توفير المواد بأصنافها كافة (الغذائية_ المنظفات_ اللحوم_ القرطاسية_ الأدوات الكهربائية_ الزيوت_ السمون وغيرها)، حيث أن صالات السورية للتجارة الواقعة في الريف الحلبي ومنها مسكنة وير حافر والخفسة مشيدة وجاهزة لعمليات البيع لكن لعدم توفر اليد العاملة تم إغلاقها بشكل مؤقت، وطلبنا من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتعيين عمال فيها بالإضافة إلى المطالبة بتعيين ما يقارب 3000 موظفاً وتوفقت مسابقات التعيين بناءً على طلب وزارة التنمية الإدارية.
– أرقام موثقة..
وعن مبيعات صالات فرع حلب بيّن مسلم أن المبلغ الإجمالي بلغ أكثر من 9 مليارات ليرة سورية من المواد المعروضة في صالات السورية للتجارة كافة، ويقوم فرع حلب بتأمين المواد كافة بمختلف أصنافها وفقاً للإمكانيات المتاحة من آليات وعمال وتوافر مواد في مستودعات دمشق، منوهاً أن عمليات توزيع المواد التموينية عبر البطاقة الإلكترونية مرتبط برسالة نصية من قبل شركة تكامل.
تصوير: هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٢١١