الازدحام على المخابز يتصاعد ..فما مصير الأفران الخاصة المتوقفة عن الانتاج..؟؟ مدير المخابز يرفض الخوض في تفاصيل سوء تصنيع الرغيف ..!!

 

الجماهير / أنطوان بصمه جي

تكاد صور طوابير الخبز لا تتوقف عن الانتشار في مواقع الصحف و التواصل الاجتماعي، فقد باتت تشكل تلك الصور المشهد اليومي لجميع السوريين ، فمن المعروف أن الطوابير تستهلك وقتاً طويلاً من المواطنين، وهنا نستحضر حادثة تعرض الرجل المسن في مدينة حلب (ألكسان جرجور 83 عاماً) للاعتداء العنفي بعد وقوفه في طابور الخبز في مخبز محطة بغداد قبل أن يتعرض للسقوط على رأسه ، وتحولت الصورة إلى رأي عام دفعت جميع الوسائل الإعلامية لتسليط الضوء والاهتمام بالمشكلة.
سعت “الجماهير” لطرح تساؤلات عديدة عن عدم تفعيل الأفران الخاصة خصوصاً في ظل غياب صاحب الرخصة أو سفره خارج البلاد، على ضوء الازدحام الكبير الذي تشهده غالبية الأفران في بعض الأحياء نتيجة نزوح أهالي الأحياء المجاورة لعدم وجود مخبز فيها، علاوة على رسم إشارة استفهام كبيرة حول عدد الأفران (الحكومية- الاحتياطية- الخاصة) في مدينة حلب والتراخيص الممنوحة من قبل مديرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك منذ بداية العام، وكيفية آلية الرقابة وضبط عملية تسليم الطحين المدعوم للمخابز خصوصاً بعد قيام مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتنظيم ضبوط تموينية بحق 10 أفران مخالفة في مدينة حلب تنوعت ما بين (نقص الوزن- سوء صناعة الرغيف- الامتناع عن البيع).

أكد مدير فرع التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب المهندس أحمد سنكري طرابيشي وجود 98 مخبزاً خاصاً في مدينة حلب، بالإضافة إلى وجود 54 مخبزاً في الريف، يتم تأمين وتزويد تلك الأفران بالدقيق التمويني والخميرة ومادة المازوت بالسعر المدعوم، موضحاً أن المديرية على استعداد تام لإعادة ترخيص أي فرن يرغب بالعمل.
وفيما يتعلق بوجود مخابز مرخصة في حي الهلك الفوقاني لكنها متوقفة عن الإنتاج حيث يتواجد مخبز (الأحمر- الباسل)، أوضح طرابيشي أنه في العرف القانوني الفرن الخاص بمثابة ملكية شخصية مرخصة للعمل، حيث يقدم صاحب المخبز ثبوتياته اللازمة لترخيص المخبز وبالتالي يتم رفع الأوراق إلى الوزارة للموافقة أو الرفض، مضيفاً أن الملكية الشخصية لا يتم منحها لشخص آخر إلا بوجود صاحب المخبز شخصياً أو من ينوب عنه قانونياً.
وعن آليات الرقابة على المخابز كافة، أشار طرابيشي إلى أن المديرية لديها مراقبين موزعين على قطاعات حلب ودوريات مخصصة للأفران الحكومية والاحتياطية والخاصة، تباشر عملها منذ الساعة الرابعة ونصف صباحاً وتبدأ عمليات الرقابة بتعداد أكياس الطحين ومراقبة جودة الرغيف بشكل يومي، مؤكداً أن ما يهم المديرية أن تكون مخصصات مادة الطحين كاملة، ليبدأ المخبز بعمليات العجن الساعة السادسة صباحاً وفتح كوات البيع المخصصة للمواطنين، حيث يبلغ عدد المراقبين 12 مراقباً يقومون بأعمالهم المتمثلة بتنظيم الضبوط في حالات نقص الوزن وسوء تصنيع الرغيف أو في حالة الامتناع عن البيع.


وعن تجارة رغيف الخبز أوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن المديرية وبالتعاون مع أقسام الشرطة تقوم بجولات مستمرة يتم فيها مصادرة كميات من الخبز يومياً ويتم إحالة البائع المحتكر إلى القضاء لمحاكمته أصولاً، مؤكداً أن المديرية تتابع الأفران يومياً ونظمت عشرات الضبوط بما يخص توزيع كل ربطة بكيس نايلون واحد كما حددت الوزارة في قرارها الأخير.
وأضاف مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أنه تم إعادة تشغيل 15 مخبزاً خاصاً منذ بداية العام ريفاً ومدينة، وأن المديرية حريصة على تعداد منافذ البيع لتخفيف الازدحامات الحاصلة على المخابز كافة، منوهاً أن المؤسسة السورية للمخابز تؤهل مخابرها الخاصة بها لكنها تتبع إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، في حين أن المخبز الخاص يقوم مالكه بتجهيز المكان والآلات وتقوم المديرية بإعطائه أمر المباشرة بالعمل وتزوده بالمواد الأولية وفقاً للأسعار المدعومة.
وأكد طرابيشي أنه عند تنظيم الضبط العدلي بحق أي صاحب مخبز لا يتحسن الوضع بشكل عام حيث تدخل دورية التموين إلى المخبز وتقوم بدورها في مراقبته وإحالة الضبط إلى القضاء بالإضافة إلى فرض الغرامات المادية، مشيراً إلى أن الوزارة في طور تعديل قانون حماية المستهلك رقم 14 لعام 2015 لتكون العقوبات رادعة بشكل أكبر بحق جميع المخالفين.

بدوره، أكد مدير فرع المؤسسة السورية للمخابز بحلب المهندس جهاد السمان أن عمال المخابز تواجدوا خلال سنوات الأزمة لتأمين رغيف الخبز للمواطنين، وأن الازدحامات الحاصلة على بعض المخابز والاختناقات هي نتيجة دخول بعض ضعاف النفوس والإتجار بمادة الخبز نتيجة ارتفاع سعره العلفي إضافة إلى الشائعات المروجة عن عدم توافر مستلزمات الانتاج.


وأكد مدير فرع حلب للمخابز توافر جميع المستلزمات، وتعمل غالبية المخابز ما يقارب 20 ساعة يومياً، من الساعة 9 مساءً وحتى الرابعة عصراً ويكون التوزيع في الفترة الصباحية لتأمين المادة للمواطنين من منافذ البيع وتغلق الكوات من الساعة 12 ظهراً حتى السابعة صباحاً لتأمين المعتمدين .
يتواجد في فرع حلب للمخابز 25 مخبزاً 11 في المدينة و14 في الريف ب 32 خطاً إنتاجياً بطاقة إنتاجية إجمالية تتراوح بين 325-350 طن يومياً ، خلال العام الحالي تم افتتاح مخبز حريتان بتاريخ 22/4/2020 ووضعه في الخدمة الفعلية بطاقة إنتاجية 6 طن وصلت حالياً إلى 10 طن وتم افتتاح مخبز تل رفعت بتاريخ 25/8/2020 بطاقة إنتاجية 6 طن، وتعمل مديرية فرع حلب للمخابز على تجهيز خط انتاج ثاني في مخبز 8 آذار في حي الزبدية نتيجة الكثافة السكانية وعدم تواجد مخابز أخرى في تلك المنطقة، إضافة إلى تركيب خط انتاجي ثالث في مخبز قاضي عسكر ويتم العمل على إعادة تأهيل مخبز الوحدة وتركيب خط انتاجي في مخبز الوحدة بحي الميسر وسيتم وضعه في العمل الفعلي بتاريخ 20/12/2020، والعمل على إعادة تأهيل وتجهيز مخبز الحاضر بعد أن دمرته المجموعات الإرهابية وتجهيز وتركيب خط في مخبز الحمدانية والتعاقد قريباً إضافة إلى أنه في الأسبوع القادم سيتم تشغيل مخبز كفر حمره ووضعه في الخدمة بطاقة إنتاجية تصل إلى أكثر من 5طن، منوهاً لعدم وجود أفران تابعة للمؤسسة العامة للمخابز في حي الحلوانية والهلك الفوقاني والحميات.
وبيّن مدير فرع حلب للمخابز أن تجارة الخبز لا تأتي من الأهالي بل من محتكري مادة الخبز التي تعد قوت المواطن الأساسية، حيث تقوم الجهات الوصائية سواء من أقسام الشرطة أو مديرية التموين بمتابعة الموضوع ويتم مصادرة كميات كبيرة من الخبز العلفي وتسليمه إلى المؤسسة العامة للمخابز ليتم بيعها مجدداً عن طريق الأفران.
وأشار مدير المؤسسة السورية للمخابز أن المؤسسة معنية بالمقام الأول بعمليات انتاج مادة الخبز والحفاظ على جودته، وفيما يتعلق بتنظيم الدور فهناك تعاون مستمر مع أقسام الشرطة المختصة في كل حي ونطلب مؤازرات بدوريات ثابتة أو حسب الحاجة أحياناً.
وعن عمليات سوء تصنيع الرغيف رفض مدير المؤسسة السورية للمخابز الحديث عن ذلك والخوص في غمار تفاصيل المطاحن وإنتاج الطحين وكميات القمح، مضيفاً أن المخصصات موجودة مع تواجد مستلزمات الإنتاج، ففي كل مخبز يوجد مخزون (احتياطي) يكفي ل 3 أيام.
وعن الصعوبات التي تعيق عمليات الانتاج، أضاف السمان أن مخبز الحمدانية ينتج 30 ألف ربطة وهناك صعوبات تتعلق بانقطاع التيار الكهربائي المتكرر بالإضافة إلى حالات أعطال خارجة عن الإدارة وبالتالي وجود كمية من التلف في مادة الخبز، مضيفاً أنه يسمح لأي فرن أن ينتج خبز علفي بنسبة 3 بالألف وهي ناتجة عن الأعطال من انقطاعات الكهرباء.


وأشار السمان إلى أن الأفران الخاصة تستغل المواطن في موضوع الأكياس عدا عن نقص الوزن وسوء التصنيع لا تخرج لتشكل قضية رأي عام.
من جانبه، أكد رئيس مكتب نقابة الصناعات الغذائية والتبغ فائز العيسى قيام النقابة بجولات ميدانية مستمرة للاطلاع على واقع العمل والوقوف على الصعوبات ووضع المقترحات والحفاظ على مكتسبات العمل، مضيفاً وجود 4 مخابز تعمل بنظام الإدارة (الحمدانية- حلب الجديدة- الميدان- السفيرة) و21 مخبزاً بنظام الإشراف موزعين في الريف والمدينة ، وأن المؤسسة السورية للمخابز تسعى جاهدة مع المنظمات الدولية والدعم الحكومي لإعادة ترميم وإعادة تأهيل واصلاح وصيانة خطوط الانتاج المتضررة، منوهاً وجود تضرر كبير خلال سنوات الحرب ووقوع مخابز خارج السيطرة والمنتشرة في أرياف حلب، بالإضافة إلى تضرر بعض مخابز المدينة مثل (هنانو قاضي عسكر والوحدة في حي الميسر والزبدية).

وعن أبرز معاناة عمال المخابز، قال رئيس مكتب نقابة الصناعات الغذائية والتبغ أن العمال المياومين كان راتبهم أقل من الحد الأدنى بعد صدور مرسوم التشريعي رقم 23 لعام 2019 وتم تعديله بعد تقاضيهم لأجورهم البالغة 36 الفاً شهرياً وبعد التعديل بات العامل المياوم يحصل على أكثر من 47 ألفاً ناهيك عن التعويضات والحوافز، بالإضافة إلى تعديل قيمة الوجبة الغذائية من 30 حتى 300 ليرة من قبل الاتحاد العام لنقابات العمال، وحالياً يتم العمل على تشميل متممات الراتب (الحوافز- ساعات العمل الإضافية- تعويض العمل- تعويض الاختصاص)، مضيفاً أن عمال المخابز مشمولين بالضمان الصحي ويطالبون بفتح سقف الحوافز وتعديل قيمة الكساء العمالي أسوة بباقي الشركات .
وأضاف العيسى أن الطاقة الإنتاجية للمؤسسة العامة للمخابز هي 12 طن حيث تغطي 30-35 % من حاجة محافظة حلب، أما المخابز الخاصة فإن مخصصاتها من الطحين والمحروقات والخميرة تعود بحسب الترخيص المعتمد ، مؤكداً ان السعي جاد في عمليات تأهيل المخابز في جميع المناطق المحررة حديثاً مثل (حريتان- كفر حمره- دير حافر- مسكنه- الخفسة- عران- الحاضر- تل رفعت- دير جمال).
وأكد رئيس مكتب نقابة الصناعات الغذائية والتبغ وجود جولات ميدانية لمواقع العمل وزيارات عمل ومتابعة الخطط الموضوعة والاطلاع على واقع العمل وتقديم الملاحظات حول نوعية الخبز، كما أن علاقة النقابة تشمل عمال المخابز الحكومية والخاصة للاطلاع على مطالبهم ومشاكلهم والعمل على متابعتها وحلها، مضيفاً أن مكرمة السيد الرئيس بمنح 50 ألف ليرة سورية منحة لكافة العاملين بكل فئاتهم أعطت الأثر الإيجابي بين صفوف العمال، وإعفاء الراتب من الشرائح الضريبية تشمل غالبية عمال المخابز .


وجالت “الجماهير” في مخبز حلب الجديدة الآلي، والتقت مدير مخبز حلب الجديدة الآلي محمد جريخ، الذي أوضح أن عدد العمال 45 عاملاً يعملون بنظام ورديتين صباحية ومسائية بطاقة إنتاجية 13 طن يومياً، بعد صدور القرار الأخير بتخفيض وزن الربطات ازدادت عدد الربطات المنتجة اليومية وزادت نسبة استهلاك مادة المازوت، مضيفاً وجود 3 كوات بالإضافة إلى وجود كشك مخصص لبيع الخبز، مؤكداً أن الازدحام ضمن الحدود الطبيعية في المخبز المذكور.
وعن الصعوبات التي يواجهها عمال المخابز زيادة ساعات العمل وطبيعة العمل والحوافز، مشيراً إلى قيام نقابة صناعة المواد الغذائية والتبغ بالتعاون مع اتحاد العمال بحلب بدراسة زيادة الحوافز وطبيعة العمل وساعات العمل الإضافية يوجد نظام حوافز جديد للشهر الحالي بعد أن كان سابقاً كان 6000 ليرة شهرياً وإضافي بحسب القدم الوظيفي.
ت جورج اورفليان
رقم العدد ١٦٢٢١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار