هلوسات تلامس الواقع وشعر إشكالي بإمكانات فنية وفكرية في أمسية لجمعية أصدقاء اللغة العربية

 

الجماهير – عتاب ضويحي

الواقع بكل أوجاعه جاء مبسطاً بأسلوب أدبي رزين، وشعر كلاسيكي تغنى وتغزل بالوطن وآخر وصفوه بالإشكالي بدت نصوصه كعناوين منفصلة تستدعي النقاش، اجتمعت في أمسية أدبية أقامتها مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع جمعية أصدقاء اللغة العربية بمشاركة الأدباء “مريانا السواس، محمد أنور التونجي ومزعل مزعل”.

ألقت بداية السواس هلوستين كما أرادت تسميتهما الأولى بعنوان هاتف جوال من مجموعة يوميات والثانية عيد الأضحى، وجهت من خلال الأولى رسائل من تحت الأنقاض ونقلت أوجاع الواقع بحرفية أدبية، واعتمدت في الثانية على العجائبية في قراءة الرسومات على وجوه الخراف. ومما قرأت في الثانية :

“التفت حولي… أهلوس كعادتي، وجدت خوفاً يحدّق في وجهي، أحسست أنفاسه تنفث قرب أنفي، فجأة صار الخروف اثنين… ثلاثة… إربعة… عشرة، امتلأت الغرفة بالخراف… خراف خائفة تنتظر” سالخها “وقفت من جديد وبدأت أشق طريقي بينهما متجهة نحو النافذة، نظرت من خلالها وجدت مئات الخراف في الشارع تجول، وقد امتلأ الحي كله بها وأصوات تتعالى :ماع.. ماع… ماع “.

ثم قدّم الشاعر التونجي قصيدتين من الشعر الكلاسيكي التقليدي الأولى بعنوان” راحل عنكِ” تتحدث عن الحق الذي لايؤخذ إلا بالقوة، والثانية غزلية بعنوان على أبواب الشوق حوّل مدينته حلب لحبيبة تغزل بجمالها، أتعبه حبها وجمالها، ومما قال في القصيدة الأولى:

” عندما جاءت.. يفيض الود منها والحنين

تطرق الباب وفي دقاتها لحن حزين

أتراها تطلب الوصل وترجو أن ألين؟

أم تراها تحسب القيد يهز الصامدين

قلت.. والثورة في نفسي أعاصير تجول

حسبي الله وربي دائماً ونعم الوكيل.

وختم الشاعر مزعل الأمسية بنصين نثريين “الروح وروما لم تعد روما” قالوا عنهما إنهما إشكاليان وتحتاج كل جملة فيهما لقراءة تتخذ عنوانا بحد ذاتها مما يستوجب النقاش والحوار، قدّم الشاعر مايجول في خاطره بأسلوبه الخاص والمميز ناقلاً الشعر إلى خشبة المسرح بقدرات فنية وفكرية عالية، من نصه الأول قال :

“الروح ثم الروح ثم هي

أوصيك ونفسي الخاطئة بحبك وهي

وأحثك على السمع والطاعة والنهي

إن كنت صالحاً فلها كما هي

وإن أسأت فعليها وهي

ملك لك أنا والقلب وهي

كلها أرجوك كما هي”.

الحضور شارك بالمداخلات والنقاشات حول النصوص المقدمة ومالها وماعليها.

وقدم الأمسية وأدار الحوار رئيس الجمعية جمال الطرابلسي الذي التقيناه على هامش الأمسية وحدثنا عن الجمعية قائلاً : أسست عام 2011 ومارست نشاطاً ثقافيا مميزاً لكنها توقفت لفترة بسبب ظروف الحرب، مالبثت أن عاودت نشاطها من جديد مع عودة الحياة الثقافية في حلب ونسعى لتطوير العمل وتقديم مشهد ثقافي ولغوي جديد في مدينة الأدب حلب.

تصوير هايك أورفليان.

رقم العدد 16222

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار