الجماهير – عتاب ضويحي
انطلقت أولى فعاليات مهرجان عمر أبو ريشة دورة (عمر أبو قوس) مساء أمس على مسرح ثقافي العزيزية برعاية وزارة الثقافة.
وفي كلمة مديرية ثقافة حلب أشار جابر الساجور إلى اعتماد ثنائية في الأداء الثقافي بجمع شاعرين “عمر أبو ريشة وعمر أبو قوس” لإبقاء الصفحات مفتوحة والحوار حول الشعراء منتاغماً، ومحاولة للترابط والتفاعل مع تعدد الآراء ووجهات النظر الفكرية والنقدية، ونأمل الاهتمام بكل من يحضر ذكرهم في جلسات ولقاءات المهرجانات ويظل الوعد بالتواصل والاستمرار وننتظر أن تكون الأيدي متشابكة على طريق الثقافة والوطن.
كما قامت لجنة التكريم المؤلفة من عماد الدين غضبان رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي وذكرى حجار عضو المكتب التنفيذي في المحافظة وجابر الساجور بتكريم وتقديم شهادات التقدير لكوكبة من الأدباء والمفكرين والفنانين في مجالات المسرح والثقافة والأدب والفن التشكيلي، ومن الأسماء المكرمة “نادر عقاد الكاتب والمخرج المسرحي، الدكتور عيسى العاكوب في الأدب العربي، القاص والكاتب عبدو محمد، الشاعر جلال قضيماتي، الشاعر محمود علي السعيد، الفنان الملحن محمد قصاجي، الفنان التشكيلي محسن خانجي والفنانة التشكيلية لوسي مقصود”.
وعن أهمية التكريم قال الدكتور العاكوب “للجماهير ” إن التكريم إشعار بأن الثقافة مهمة، والاهتمام بالثقافة والمثقفين أمر بالغ الأهمية لأنه يسهم في إنهاض الأجيال وفي شوقها إلى أن تكون بمستوى هؤلاء الناس الذين قدموا للوطن من ماء عيونهم ثقافة جميلة مشرقة.
في حين رأى الشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد أن التكريم بادرة جميلة في هذا الزمن الصعب، وحلب مشهود لها بالعراقة والأصالة وبأدبائها ومفكريها.
كما شملت الفعاليات أيضا تقديم عرض مسرحي بعنوان” المكابدة والأمل “تناول حياة الشاعر أبو قوس ” 1913-1981″.
الجماهير التقت بمؤلف العمل الدكتور فايز الداية الذي أوضح أن هذه السهرة الدرامية تشمل عددا من اللوحات التي تعرض مواقف فارقة في حياة أبو قوس ، في مراحل متعددة شاباً في الحي الحلبي، ورجلاً يحمل مسؤوليات ويتخذ موقع عمل وتأثير، وكهلاً هدأت خطواته على الأرض لكنه ظل يطلق رسائله المبدعة، وهي تضيء سماته الفكرية والفنية وعلاقاته الاجتماعية الإنسانية، وقد امتزجت بوقائع شهدها الوطن، ورغم ما أصابه وماكابده ظل مستمرا بالعطاء دلالة الأمل التي لم تفارقه.
وفي سياق متصل قال مخرج العمل جمال خلو إننا اليوم نقدم تجربة جديدة، نعرض من خلالها جوانب من سيرة شاعر ومبدع من حلب، أحطنا بمراحل حياة الشاعر أبوقوس في بؤر درامية، فتارة نراه شاعراً مناضلاً ومتخذاً مواقف تدل على نمو شخصية تحمل راية ورسالة، وتارة نراه بين الناس في أعمال وسيرورة عيش، ونراه في زوايا تكشف أعماقاً في ذاته تنبض بالأمل رغم المكابدة والمعاناة.
ونسعى في مدينة حلب لنجدد أنواعاً من العروض المسرحية الجادة، ونستخرج إمكانات الدراما وطاقات إبداعية.
وعن دوره في المسرحية قال الممثل والمخرج سمير الطويل :أردنا تقديم وتحريك حياة الشاعر أبو قوس بعيداً عن الأوراق والكلمات، لذلك اعتمدنا على تقديم أربع لوحات درامية شملت حياته الشبابية والنضالية، وعمله كمدير ناحية، وحياته الشخصية وعلاقته بزوجته، وحياته الاجتماعية والأدبية من خلال لقائه بالدكتور الراحل عبد السلام العجيلي.
عبد الواجد صباغ عن دوره قال بأنه جسد شخصية ابو قوس الشابة، ونضاله ضد الاحتلال الفرنسي وكتابته القصائد الوطنية، وعلاقته مع محيطه والتي تسودها المحبة والتآخي.
نغم كوجاك أدت دور زوجة ابو قوس المحبة والغيورة والداعمة لزوجها ماديا ومعنويا في سبيل الحفاظ عليه.
كما ظهر على المسرح كل من الممثلين إدريس عطار، راما كرطة، محمود نحاس، جهاد خربوطلي وهمام يازجي.
هذا وتستمر فعاليات المهرجان حتى التاسع عشر من الشهر الجاري.
تصوير جورج أورفليان
رقم العدد ١٦٢٢٧