الجماهير – عتاب ضويحي
على امتداد ساعة من الزمن استمر العرض المسرحي المسجل “تقاسيم على درب الآلام” لمؤلفه ومخرجه زيناتي قدسية على مسرح نقابة الفنانين بحلب،وذلك ضمن فعاليات احتفالية أيام الثقافة السورية، وقد أقامته مديرية المسارح والموسيقا – مسرح حلب القومي في برنامجها لأمسيات التذوق المسرحي.
ووفق تواتر إيقاعي لافت لحكاية العرض التي تدور حول شخصية” فريد المقدسي” الذي توفيت زوجته إبان انتفاضة الأقصى” 2002″ يستيقظ ليجد نفسه معتقلا ً على يد شابين مجهولين، يفتحان معه تحقيقاً أولياً مؤكدين على أنه متهم، ويصبح وجهاً لوجه مع شخصيات تظهر وتختفي على الخشبة بانقضاضات متباينة، كما تناول العمل العدو الإسرائيلي من الداخل وظهر كمافيا سوداء تعمل على فبركة كل شيء من اتهامات واغتيالات وخطف ومحاكمات صورية، تبرز رغبة الكاتب في إبراز فكرة الصراع الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي.
وكان اللونان الأبيض والأسود حاملاً رئيساً لنمذجة الشخصيات المقدمة، فكان البطل دائم الظهور باللون الأبيض في حين اكتست قوى الشر المطلق باللون الأسود.
العمل من تمثيل زيناتي قدسية، محمود خليلي، قصي قدسية، يوسف مقبل، سوسن أبو الخير، أسامة جنيد مازن الجبة وسامر خليلي وغيرهم.
عقب العرض عقدت جلسة حوار نقدية للعمل بمشاركة الناقد المسرحي أنور محمد والفنان حازم حداد، إذ رأى الناقد محمد أن العمل حمل فكرة سامية ومقصدا نبيلا جداً، والعرض كان جاذباُ بحبكته البوليسية، حرص فيه قدسية كمثقف وفلسطيني أن يطرح قضية الصراع مع العدو الإسرائيلي، لكن الطريقة الإخراجية أضاعت الجهد المبذول في العمل، وقدمت الأفكار بصورة تقريرية مباشرة وفجّة إلى جانب كونها بسيطة وعفوية ، فكما بدأ المخرج بالزهور كان عليه أن ينهي العمل بها لكنه حولّ مسار العرض، وختم بقوله بشكل عام العرض لم يمسني كمتلق أو مثقف أو ناقد.
الفنان حداد قال إنه من حق الفنان العربي والفلسطيني خاصة أن يكون مخلصاً للقضية الفلسطينية ويرفع صوته عالياً لتقرع أجراس الكنائس من جديد وتعود الحياة لأصحاب هذه الأرض.
الحضور شارك بالمداخلات أيضا إذ رأت الشاعرة غالية خوجة أن في العمل جاذبية ورموزا كثيرة وحالات مثيرة، لكن يؤخذ عليه الحضور الكثيف للطقوس المعادية.
في حين قال الناقد غالب أن الأداء مميز لفريق العمل المسرحي لكنه طرح الوعود التوراتية والعدالة داخل الكيان الصهيوني بسطحية.
وعلى هامش الامسية التقت الجماهير بمدير المسرح القومي جابر الساجور الذي بين أن أمسيات للتذوق المسرحي كهذه تقام لأول مرة في حلب، الغاية منها إطلاع الجمهور الحلبي على كل النتاجات المسرحية، وعرض نصوص مسرحية لكبار الفنانين المسرحيين، وسنستمر في هذا البرنامج بحيث يتحقق التشابك وتبادل الخبرات المسرحية.
تصوير جورج أورفليان
رقم العدد ١٦٢٣٩