الجماهير – وسام العلاش
السور الغربي الممتد من باب الجنين حتى زاوية التقائه مع القسم الجنوبي الذي يصل بباب قنسرين وعلى هذا الجزء يوجد العديد من الأبراج بدءاً من باب الجنان وهما البرج الشمالي لبرج أنطاكية والتي تحده تلة العقبة إلى أن يلتقي مع السور الجنوبي الذي يذهب مباشرة لباب قنسرين وهناك برجان رئيسيان هما برج آلا وبرج الغنم وجميع هذه الأبراج مهددة بالانهيار بأي لحظة وتحتاج للتدخل الفوري والعاجل ناهيك عن مخالفات البناء ويد الإرهاب التي طالت هذه الأبراج.
“الجماهير ” تواصلت مع الجهات المعنية لمعرفة مصير هذه الأبراج والمخالفات التي تطالها مخالفات البناء والإرهاب تضغط على البرجين :
يوضح المهندس محمود سيكت الحالة الآنية لبرج الشمالي لبرج أنطاكية بأن واجهته مهدمه وتعرض لأضرار كبيرة في الجهة الشمالية وفجوة في الواجهة الجنوبية والخطورة الأكبر بأنه مشغول بالسطح العلوي بسكن عائلة وتسليط مياه الصرف الصحي لداخل البرج وهذا يحتاج للتدخل العاجل علماً أنه تم توجيه من مجلس المحافظة بالتعاقد مع مؤسسة الإسكان منذ عامين وتكليف مديرية المدينة القديمة ومديرية الآثار والمتاحف ومكتب الدراسات في الإسكان لإعداد الدراسات اللازمة لترميم هذا البرج.
و أضاف المهندس سيكت : بالنسبة للسور الفرنسي الذي يقع بين برج انطاكية والبرج الشمالي لباب انطاكية والذي يخفي خلفه السور الرئيسي لمدينة حلب، أنه عند اعتلاء سطح البرج إلى قمة تلة العقبة عند جامع القيقان هناك هبوطات شديدة في أرضية الممر مما يدل على أن هناك دفعاً لهذه التربة للسور الحالي كما أن واجهة جامع القيقان بدأت بالميلان في اتجاه الغرب(باتجاه الخارج) وظهور تشققات ممايدل على أن المنطقة غير مستقرة وهناك هبوط مستمر، كما تابع سيكت هضبة العقبة والتي تعد من أقدم التلال التي بدأت فيها العمارة يوجد فيها أبنية طابقية عالية منذ زمن والتي من المرجح أنها تسبب ضغوطات كبيرة على التربة وبالتالي تؤدي إلى عدم استقرارها ودفعها للسور .
وبالنسبة للسور الجنوبي لحلب القديمة يقول سيكت: بأن البرجين الرئيسيين اللذين ينتهيان بباب قنسرين هما برج آلا حيث أن حالته الفنية مقبولة وجزء من الجدار الغربي منهار ومن الممكن تلافي انهياره والحفاظ عليه .أما بالنسبة لبرج الغنم نسبة انهدامه ٥٠% و الهيكل الخارجي فقط متهدم بينما البنية الداخلية مازالت موجودة .
استجابة لتساؤل الجماهير محافظة حلب تزيل المخالفة :
أوضحت المهندسة ذكرى حجار عضو مكتب تنفيذي في مجلس المحافظة أنه بالنسبة للبرج الشمالي لباب انطاكية سيتم البدء بتنفيذ الأعمال بعد إبرام العقد اللازم وإدراجها ضمن الخطة السنوية للعام القادم بعد أن يتم رصد الاعتماد اللازم لها علماً أنه تم الإيعاز من قبل مجلس المحافظة إلى كل من مديرية الآثار والمتاحف ومؤسسة الإسكان العسكري لإعداد الدراسة الترميمية والتدعيمية له وتم تنظيم تقرير سلامة عامة منذ شهر أيلول الفائت بهذا الخصوص.
وبعد التواصل مع الجماهير تم التعامل مع حالة المخالفة السكنية للبرج فور العلم بها وقد أخلوا للمرة الثانية بتاريخ ٢٣من الشهر الحالي وتم إضافة التشميع وإغلاق منافذ العقار ضماناً لعدم عودة الشاغلين.
وتتابع حجار بالنسبة لتلة العقبة ومشكلة اندفاع التربة التي بدأت بالظهور قبل الحرب تم وضع حل اسعافي وهو منع الحركة المرورية للسيارات والمركبات في محور جامع القيقان تفادياً لاستمرار حدوث قوى دفع تربة السور.
وأشارت بأن هناك دراسات ترميمية من قبل مديرية الآثار والمتاحف وبانتظار إبرام العقد بالنسبة لبرج الغنم أما برج آلا فتعود ملكيته لمديرية الآثار والمتاحف.
أوابدنا تتداعى بانتظار تحديد تبعيتها بين الجهات العامة:
وفي نفس السياق أوضح المهندس محمود عنبر عضو مكتب تنفيذي في مجلس المدينة أن موضوع تأهيل وترميم البرج الشمالي محصور بين مديرية الآثار والمتاحف والإسكان أما الأبنية المخالفة فيتم معالجتها مع عدة جهات عامة كون الأبنية الأثرية تعود ملكيتها إلى جهات عدة عامة وأشار إلى أنه تم اقتراح في أحد الاجتماعات لإحداث الهيئة العامة لمدينة حلب تضم جميع الشركاء المعنيين بالملكية وأن يكون لها بناء متكامل بهدف تسهيل خدمة المواطن ، وأوضح المهندس عنبر لدى طرحنا تساؤل هل من الممكن إزالة هذه الأبنية المخالفة من قبل الحرب علماً أنها طابقية وتشكل ثقلاً على التربة واندفاعها ؟؟؟
أوضح بأن النظام العمراني يسمح بارتفاع ١٢ متراً فقط في المدينة القديمة وكان هناك محاولة لإرجاع هذا النظام العمراني إلا أن هناك ملكية لبعض الأهالي وهنا يحافظ على هذه الممتلكات وفق السجلات ، منوهاً أنه تم اقتراح تعديل نظام ضابطة البناء للمرسوم التشريعي رقم/٥/ ١٩٨٢ وتم إقراره في مجلس المدينة وسيتم استكماله ليواكب ظروف ما بعد الحرب.
الآثار جاهزة لكن بحاجة لتمويل:
ويوضح الدكتور صخر علبي مدير الآثار والمتاحف أن تخلخل تلة العقبة سببها إزالة الخانات التي كانت تدعم هذا السور مما أدى إلى اندفاع التربة وبالنسبة للبرج الشمالي لبرج انطاكية بأن المخالفات الموجودة على سطحه موجودة سابقاً ومنذ سنوات عدة ومعظم إشغالاتها فيها سندات ملكية وتم التعامل مع هذه المخالفات بالتعاون مع مجلس المدينة لإزالتها.
وأشار الدكتور علبي إلى أن موضوع الدراسة الاستراتيجية التفصيلية لمنطقة باب انطاكية وباب قنسرين والتي تضم أيضاً برج الغنم وآلا جاهزة وسوف تنفذ في خطة العام القادم ٢٠٢١ علماً أنه لايوجد مشكلة بالتمويل بالنسبة لمديرية الآثار والمتاحف .
وذكر بشكل عام أن هناك حالات اسعافية لبعض المباني الأشد خطورة يتم معالجتها بشكل عاجل وضمن إمكانات التمويل المتاحة.
ختاماً المباني الأثرية هي أرث حضاري للشعوب وهي ذاكرة شعب عريق ظلت راسخة على مر العصور والأزمنة ونحتاج إلى كمية من الوعي الثقافي لحماية هذه الأوابد والرموز الأثرية سواء من الفرد أو من الجهات العامة وضرورة التعاون فيما بينها لصيانة وإعادة إعمار هذا التراث المعماري العظيم وخاصة بعد أن تعرض للتدمير الممنهج من قبل اليد الإرهابية والعمل قدماً لإظهاره بالشكل الأمثل.
ت: هايك أورفليان