صالة الخانجي في عيدها الثلاثين .. الخانجي : هدف الصالة كان ومازال ثقافياً وليس ربحياً

الجماهير – أسماء خيرو

ثلاثون عاما مضت ولم يثنها أي شيء عن إثبات وجودها ودورها في الساحة الثقافية بالرغم من كل الأعباء التي ألقاها الزمن على كاهلها ، إن استمعت لحديث مالكها عنها ، تشعر بأنك أمام صرح ثقافي هدفه الانتصار لأصالة وعراقة الفن التشكيلي وليس الربح المادي كانت ومازالت في بحث مستمر عن الفنان الذي يجلب الفائدة لوطنه ، وفي عيدها الثلاثين آثرت الجماهير بأن تسلط الضوء على هذا الصرح الذي يعني لمعظم فناني سورية والوطن العربي التشكيليين الكثير ، وبالحديث مع صاحبها محسن الخانجي أوضح بأن البدايات كانت في يوم ١٦ / ١٢ / ١٩٩٠ حيث تم افتتاحها في منطقة شارع فيصل في حلب باسم (كاليري الخانجي للفنون التشكيلية ) مبينا بأن الافتتاح كان ضخما جداً في تلك الأيام ، إذ جمع أكثر من ٩٠ فناناً تشكيلياً من مختلف محافظات القطر العربي السوري ، ومن هذه البداية الضخمة انطلقت الصالة لتقيم المعارض الفنية على اختلاف أنواعها، إلى أن وصل عدد المعارض التي أقامتها حتى وقتنا الحاضر مايقارب ٧٠٠ معرض فني تنوعت مابين فردي ، وجماعي ، ومشترك ، تألقت فيهم بصمات فنية لأكثر من ٥ آلاف علم من أعلام الفن التشكيلي من ( سورية ، والعراق ، ومصر ، والمغرب ، وفرنسا ، وأمريكا ، وأرمينيا ) ، فالصالة كانت دائما عامرة بأبرز أسماء الفنانين التشكيليين مم مثل ( أنور الرحبي – علي الكفري – بشار البرازي، إبراهيم داود – خلدون الأحمد – غياث الناصر – محمود الساجر ) وغيرهم الكثير ..
ويتابع الخانجي القول : أنا دائما صديق الفنان الناشئ أحب أن أهبه من قلبي العلم والفائدة وأمنح له الدعم والفرصة لكي يشارك ويعرض لوحاته داخل الصالة ، لذلك حرصت على أن تكون الصالة محطة لانطلاق الفنان الشاب حتى يكون معروفا لدى الوسط الفني ، إضافة إلى جعلها ساحة عرض ثقافية تجمع مابين الفنان المخضرم والفنان الناشئ ، مشيرا إلى ما أسهمت به الصالة خلال ثلاثة عقود من تقديم أسماء كبيرة أصبح لها شأن لايستهان به في مجال الفن التشكيلي في المجتمع السوري ، واعتبارها مركزا لتبادل الخبرات والمعارف وإسداء النصح والتوجيه لكل من يرغب في أن يطور عمله في الفن التشكيلي ، ودليلاً يرشد الفنان الناشئ من أين يجب أن يبدأ الطريق؟ ، منوها بأنه الآن وبعد هذا المشوار الطويل إن سألنا أي فنان تشكيلي عن صالة الخانجي ، لايمكن إلا أن يخبرك أنها كانت مركزا لانطلاقه وعرض أعماله ونتاجاته الفنية ، حتى أن بعض الفنانين أقاموا أكثر من معرض داخلها ، فهي علم فني مازال يرفرف في سماء حلب ..

وحول الصعوبات والاستراتيجية التسويقية للصالة قبل وبعد الأزمة السورية بين الخانجي أن من أكثر الصعوبات التي واجهت رحلته الفنية هي” التمويل ” فكونه المالك كان لزاماً عليه أن يفتتح الصالة على حسابه الخاص ويجهزها بكل المستلزمات والخدمات التي تجعلها لائقة بأن تكون مركزا ثقافيا لعرض الفن الراقي، ولقد كانت هذه الأمور فيها بعض من التيسير في مرحلة ماقبل الأزمة ولكن بعد الأزمة أصبح تأمينها فيه صعباً، لذلك يأمل من الجهات المعنية في الوقت الحالي أن تقدم للصالة المساعدة و الدعم كونها مركزا ثقافيا مهما في حلب، موضحا بأن الاستراتيجية التسويقية للصالة تبدأ من داخل الصالة إذ أن الفنان يجلب أعماله الفنية إلى الصالة ويقوم بعرضها ويضع لكل لوحة الثمن الذي يناسب السوق والمرحلة الزمنية إذ أن الأسعار اختلفت كثيراً وخاصة بعد الأزمة ، ويتم بعد ذلك الاتفاق مع الفنان على نسبة لا تتعدى/ ١٠ أو ١٥ %/ بشرط أن تباع أعماله الفنية وفي حال لم يتم البيع، الصالة لا تتقاضى من الفنان أي مبلغ مالي أو أي أجر ، لأن هدفها ليس ربحياً بقدر ماهو ثقافي.
ونتيجة الأزمة وتداعياتها التي أدت إلى غلاء مواد الخام واضمحلال البيع كان لابد لمالكها الخانجي من إيجاد البديل لذلك قام بتقديم الفن السوري للسوق العالمية والترويج له وذلك من خلال تصوير المعارض الفنية وأعمال الفنانين وإرسالها إلى عدة معارض وصالات خارج سورية ( كالسعودية ودبي ) وبالفعل تم تسويق وبيع الكثير من نتاجات الفنانين التشكيليين مما شكل لديهم الدافع للعودة والعمل من جديد وإنتاج أعمال جديدة ..
وختم الخانجي الحديث عن رحلته العملية مع من تعز على قلبه بالقول بالرغم من كل العروض التي قدمت لي لبيع الصالة وتركها والمغادرة إلى خارج سورية خلال الأزمة إلا أني لم أوافق على أي عرض قدم لي ، فالصالة تعني لي الكثير فهي كل شيء إن ذهبت ذهب كل شيء ، هي استمراري في الحياة لن أتخلى عنها ، وبالمناسبة لم تتوقف نشاطات الصالة بالرغم من كل ماجرى في حلب فلقد كنت أقوم بفتح الصالة كل يوم وأقيم المعارض حتى في أحلك الظروف التي مرت على حلب حيث أقمت خلال سنوات الأزمة أكثر من ٧ معارض لي ، واليوم في هذا الجو الماطر يتوالى مجيء الأصدقاء للاحتفال بعيدها الثلاثين وهذا دليل على أهمية صالة الخانجي
في قلوب أهل حلب، حضورهم أثلج قلبي وأنعش روحي، اليوم مايهمني فقط المحبة والتقدير الذي لمحته في عيون كل من حضر والذي قارب عددهم ال ٢٠٠ شخص لمشاركتي الاحتفال بهذا اليوم المهم ، وما أتمناه في هذا اليوم أن تعود حلب كما كانت تضج بالحركة التشكيلية وتستقطب الفنانين من كل حدب وصوب.
ت : هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق