الجماهير/ آلاء الشهابي
على أنغام فيروز وهي تصدح بصوتها الملامس شغاف القلوب، يحلو لكثيرين بداية يومهم بفنجان من القهوة تختلف درجات سُكره ليعينهم على يومٍ شاق ، فيلقون بثقله على ذاك الفنجان.
اجتمعت نسوة الحي قبل نهاية العام وبداية عام جديد، يتذكرنا مامر عليهن من لحظات حزنٍ وفرحٍ وألمٍ وأملٍ.
جلست أم أحمد وتنهدت تنهيدةً طويلةً قائلةً: “هذه السنة كانت أليمةً جداً علي، حيث فقدتُ رفيق الدرب وصديق العمر بسبب فيروسٍ صغيرٍ نال منه، وأعلن موعد فراقه كما فعل مع العديد من الناس”.
شربت أم خالد رشفةً من فنجانها وتحدثت: “وكانت صعبةً علي أيضاً لأنني كنت أنوي السفر والاجتماع مع أولادي من بعد غياب السنين، ولكن بسبب الحجر لم نتمكن من رؤيةِ بعضنا، وبقيت وحيدة أنتظر اليوم أن يمضي”.
قالت إحداهن: “لماذا كل هذا التشاؤم؟!
لنرى نصف الكأس الممتلئ؛ لا بد أن يكون هناك أيام أو لحظات جميلة مرت هذا العام، أنا بالنسبة لي قدوم ابنتي بعد انتظار ومحاولات عشرة أعوام أعطى لحياتي معنى وهدف، وجعل أيامي كلها فرح على رغم المآسي والصعاب”.
قالت أخرى: “لقد فرحتُ بزواج ابني وتخرج ابنتي من الكلية”.
وها هي أيام هذه السنة ترفع راية الانسحاب وتطلق صافرة الرحيل، ولكنها ستظل عالقة بداخلنا راسخةً في أعماق قلبنا، بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها، بألمها وأملها، وبروح قوية نتمسك بحبال الأمل بأن هذه السنة ستكون أفضل، وأن بعد الظلام لابد أن تشرق شمس الحياة.
رقم العدد ١٦٢٦٩