فيسبوكيّات!. هم بحاجة لهذا الفرح!.

الجماهير- بيانكا ماضيّة

الصديق الذي مازال يحدثنا عن العقل يكتب: “إن كانت كلّ هذه الدماء التي أريقت..وآخرها يوم أمس.. غير قادرة على تطوير عقولنا..فلا شيء سيكون قادراً على تطويرها”. حقاً، فإن الشهداء الذين أريقت دماؤهم غدراً وكانوا ينتظرون بلهفة تلك اللحظة التي سيقابلون بها أهاليهم ليحتفلوا معهم بليلة رأس السنة، إن لم نفكر بذاك الغدر الذي تم، ونسعى لمحو جذوره من أساسها كيف ستتطور عقولنا؟!
صديقي الكاتب الذي يمر بحالة حزن وينتظر خلاصاً بالكتابة يكتب: “من مبارح لليوم…قديش كتبت ومحيت” ربما معه الحق في أن يمحو ماكتب، لا لأنه لم يعجبه ماكتب، فلربما وجد أن هناك أحداثاً من الصعب التعبير عنها بالكتابة!.
أحد الأصدقاء يكتب: “سنة جديدة تجعلك تقف مع نفسك طويلاً..لتعيد ترتيب الأشخاص في حياتك من جديد!” وربما ليس ترتيب الأشخاص يحتاج إلى إعادة نظر وحسب، وإنما ترتيب الأفكار والأولويات!.
وصديقي الطيب يكتب: “لا تقلقوا لأنّ الرَّجاءَ الصّالحَ معنا وفينا ونحن معهُ وفيه”. من يدرك حقيقة هذا الرجاء لن يقلق لأنه يسلّم أمره له!.
“جلس معها أربعون دقيقة كان يستمع لكل شيء في حديثها وعندما قررت الذهاب سألته :
نسيت أن أسألك كم عمرك؟ فقال أربعون دقيقة.” هكذا كتب أحد الأصدقاء، وهكذا يشعر من ينجذب إلى الطرف الآخر لكأن عمره ابتدأ منذ اللحظة التي تعرف فيها إليه.
صديقي الذي يكتب دائماً منشورات فيها الكثير من الحكم، ينقل اليوم قولاً لجلال الدين الرومي، يقول فيه: “الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه، أما ذاك الذي يحب “بروحه” و”قلبه” فلا ثمة انفصال أبداً”. وكيف من يعشق بروحه وقلبه أن يودّع معشوقه، فالمعشوق لاينفصل عن عاشقه أبداً، لأنهما ذات واحدة!.
إحدى الصديقات تنشر صورة لليلة رأس السنة من ساحة العزيزية بحلب، الساحة تغص بالناس، والناس ملء قلوبهم فرحون، هذا ماتعبر عنه الصورة، ولكن ربما هم بحاجة لهذا الفرح لهذا تقاطروا إلى الساحة!
أحد الأصدقاء الكتّاب يكتب منشورا يتضمن: “الحياة،التي نحن فيها، معجزة مذهلة، وفريدة، لكنها لغرض ..ولا يمكن لهذا الغرض أن يكون مادياً صِرفاً، وإنما لغرض المعرفة والتجربة ولأجل مراكمة المعرفة، والارتقاء من خلال المعرفة بالمحبة لكي تكون تلك المعرفة نعمة، ووسيلة في الطريق إلى السعادة العظمى”.
المعرفة والتجربة والمحبة كلها طرق نحو السعادة، ومن عرف كيف يمشي في هذه الطرق ملك من السعادة جوهرها! وعام جديد نتمنى أن يكون عاماً ملؤه السعادة والفرح وانتهاء الأحزان من بلادنا لننعم بالأمن والطمأنينة وراحة البال!.
رقم العدد ١٦٢٧٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار