الجماهير/ آلاء الشهابي
بعد قضاء حفلة رأس السنة اجتمعت النسوة بوقت متأخر على غير العادة، وكل واحدة منهن تتابع صفحتها على الفيس بوك أو تتفقد رسائل الواتسأب لترسلن التهنئة والصور أو لتشاهدن كيف احتفل الأصدقاء برأس السنة.
تعجبت أم خالد حينما شاهدت عبر صفحتها على الفيسبوك، صديقتها تتبادل مع صديقة ثانية أجمل العبارات المليئة بالمجاملات والقلوب الحمراء، وهي ذاتها التي كانت تتحدث قبل دقائق عنها وتنتقدها وتصفها بأبشع الكلمات لما يحدث بينهما من قصص ومشاكل.
وحدثتنا أم أحمد كيف تعرضت لمثل هذا الموقف، حينما قامت إحدى الصديقات بنشر صورة جماعية لهن خلال إحدى المناسبات لتعلق لها إحداهن: ” حبيبتي الطلعة بدونك ما بتسوى يا روحي”، وماهي إلا ثوان لتصلها رسالة على الواتساب من نفس الصديقة المحبة، وكتبت عن نفس الفتاة ” كانت سهرة ما حلوة أبداً لأن هالإنسانة ما بحب أشوفها ولا اجتمع معها”.
وأخبرتنا أم عبدو عن عائلة أم محمد التي كانت تشاهد حجم الغزل والحب من خلال صور و” بوستات ” تنشر باستمرار، وتعليقات الحب والحياة الوردية، لكنها علمت بعد ذلك عن طريق الصدفة أن حياة تلك العائلة مليئة بالمشاكل تصل بكثير من الأحيان أن يمد الزوج يده على زوجته وأطفالهم يدفعون ثمن هذه الحياة الصعبة.
دعونا من هذا الحديث الآن وأخبروني… ما سبب التأخر اليوم؟! لا بد أن السهرة كانت عامرة…
قالت أم علي: أنا لم أحتفل بأي شي ونمت مبكراً.
ضحكت أم فايز قائلةً:”وعلي إلي نزل صورته معكم مع سفرة طويلة عريضة على الفيسبوك”.
خجلت أم علي وقالت:”ما حدا بدو يخرب هالبيوت إلا هالفيسبوك”.
رقم العدد ١٦٢٧٦