الجماهير – بيانكا ماضيّة
صديقتي المقرّبة انتقت كلاماً راقها، في بدايته الجملة الآتية: “قبل رحيلهم سيُحاولون تأليف سيناريو رائع من أجل أن يجعلوك المُذنب في كُل شيء” نعم هذه طبيعة بعض البشر، إذ حين يريدون الرحيل لن يعترفوا بما في دواخلهم تجاهك، إن هناك أشياء يخفونها عنك، فلئن تحدثوا بها فسيكونون هم المذنبون من وجهة نظرهم ونظرك، ولكن ما الضير؟! ما الضير في أن يعترف المرء بذنبه، أليس كل البشر خطاؤون؟! أم أنهم بهذا الاعتراف سيؤكدون وجهة نظرك الثاقبة فيهم، وحدسك العميق بماهم ينطلون عليه؟!
صديق كاتب نشر يقول: “سيبقون في جهلٍ مطبق أولئك الذين يعتقدون أنهم يملكون الإجابات على كل الأسئلة المطروحة”. من يعتقد أنه يملك الإجابات كلها ينظر إلى الأمور بعين واحدة!.
الروائي الحلبي صديقي المشاغب، كتب: “أقسى شيء في الحياة على الإنسان الحلبي المتكامل الأبعاد أن يجلس ليأكل مجدرة البرغل الساخنة دون أن يكون أمامه صحن مخلل لفت محمّر من الخجل وأفدح الرغبات” في هذا الزمن أصبح هناك الكثير من الأمور التي افتقدها ليس الإنسان الحلبي وحسب بل الإنسان السوري بشكل عام، أقلها المخلل وأكثرها الفروج المحمّر!.
أحد الأصدقاء نقل كلاماً للكاتب باولو سورنتينو يشير فيه إلى كرهه للجميلات وللمثقفات الذكيات وللأغنياء ولكبار السن وللمسطحين والمتدينين والملحدين والأقارب وللحب وللبشر والأخلاق ويعلل كلامه بأسباب كرهه لكل هؤلاء، فيما علّقت له إحداهن: “والله أنو كرهتك أنت كمان بعد هالمنشور”.
أحد الأصدقاء الشعراء يكتب اليوم: “للمرّة الثّانيةِ تأتينَ في حلمي..لا كلامٌ لاسلامٌ لاعتبْ.. وأنا أكونُ لستُ أنا…في حلمي تقصّدت مراراً أنْ أرى وجهك… كانَ شاحباً أسود..آه ياليتَ الحلم أكلني كلِّي ولم يبقِ منّي هذا الركام بعد أن استيقظت”. غريبة هي الأحلام التي تمر بالعاشق الذي يحلم بـأن يرى محبوبته، والأغرب من هذا أن يرى وجهها شاحباً أسود!.
الصديق الفيلسوف الشاعر يكتب عن الحب والوجود: أنا لم أعد أفكر في الزمان الذي كان بيننا، لأنني أدركت أن دونك العدم، وأدركت أنك الفيض الأوحد لوجودي الحانث، وكيف يكون في رحيلك الألم، أريد أن أبدأ زماناً جديداً معك لا يعرفه الأزل بعد، ليس فيه أماني ولاندم، لايمكن أن أنطق فيه سوى. أحبك، وأمضي ذوباً رهيفاً هسيساً في مسامعك كالنغم”.
“العذاب ياحبيبي شو بيعمل بالعاشق، والفراق صعب وقاسي عالقلب اللي مفارق”.
رقم العدد 16281