الجماهير / هنادي عيسى
العلاقة بين طلاب الجامعة وأساتذتهم غالبا لا تصب في مصلحة الأساتذة اذ يشتكي العديد من الطلاب من سوء معاملة دكاترتهم وظلمهم لهم في تحصيل درجاتهم العلمية وعدم انصافهم ,أيضا العديد من الطلاب يرى أن الدكاترة يميزون بين طالب وآخر ويفضلون طلاب على طلاب آخرين ويساعدونهم وهذا الأسلوب يخلق حساسية بين الطلاب ومنهم من يعتبر أن الأساتذة لا يقدرون ما يمر به الطالب من ظروف خارجة عن إرادته, ومن الطلاب من يرى أن بعض الأساتذة يتحدثون إلى الطلاب من قصر عاجي و ينظرون إلى الطلاب نظرة ازدراء مما يدفع الطالب إلى النفور وعدم تقبل هذا الدكتور أولا وما يعطيه له من معلومات ونصائح ثانيا إذ يقول أحد الطلاب أن هناك دكاترة تتهمنا بأننا طلاب أزمة فما ذنبنا إذا شاءت الأقدار أن يكون تقديمنا في ظل ظروف وحرب استثنائية يمر بها بلدنا , كما أن بعض الطلاب ترى أن أسلوب التدريس الذي يتبعه بعض الدكاترة لا يختلف أبدا عن أسلوب المدرسة ويعتمد على السرد والإلقاء فقط , إذا هذه العلاقة المتصدعة بين الطالب الجامعي ودكاترته تؤثر سلبا على الطالب الذي من المفترض أننا في هذه المرحلة نسعى لبنائه وتكوين شخصيته كما تؤثر على تحصيله العلمي وأيضا على حالته النفسية إذ أن هناك طلاب قد يفكرون بالتخلي عن الجامعة .
كل تعميم خاطئ.. فهناك دكاترة وأساتذة ترفع لهم القبعات ويستحوذون على محبة واحترام وتقدير الطلاب وهناك دكاترة على عكسهم تماما و أيضا لا ننكر أن لدكاترة الجامعة شكواهم وتحفظاتهم على الطلاب ولكن على مبدأ (أن الإناء الكبير يتسع الإناء الصغير) وكون الأستاذ أو الدكتور الجامعي أولا وأخيرا ومهما كان تحصيله العلمي و علت شهاداته هو معلم ويمارس مهنة التعليم التي تعتبر من أعظم المهن على مر العصور, كما انه كان ولا زال هناك تعظيم وتبجيل لهذه المهنة المقدسة التي يقوم بها المعلم وهنا يستذكرنا قول أمير الشعراء أحمد شوقي الذي رفع المعلم إلى مكانة عالية جدا حيث قال (قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا ).
ولردم هذه الفجوة بين الطالب الجامعي وأستاذه نقترح مثلا أن يتم إخضاع دكاترة الجامعة بعد إنهاء دراستهم وقبل مزاولتهم لمهنة التعليم لدورة تأهيل تربوي لمدة ستة أشهر يطلعون فيها على احدث الأساليب والمناهج التربوية في كيفية التعامل مع الطلاب وكيفية خلق لغة تفاهم و حوار يستطيعون من خلالها كسب مودة الطلاب وجعل العلاقة بينهم قائمة على الاحترام المتبادل والمحبة كون الأستاذ والطالب يعتبران طرفان أساسيان في العملية التعليمية التي لا يمكن أن تنجح ما لم تكن هناك علاقة تفاعلية تقوم على أسس ومعايير أساسية تتعلق بشخصية الأستاذ وقدرته وكفاءته على جذب الطلاب إلى مادته الأساسية وتحريك طاقاتهم الإبداعية إضافة إلى بناء علاقات جيدة يسودها الاحترام والثقة المتبادلة, وكل ذلك بهدف خلق مناخ جامعي سليم متفاعل قادر على بناء الطالب والمجتمع والنهوض به إلى مستويات متقدمة .
رقم العدد ١٦٢٨٧