محسوبيات ومصالح خاصة سمة أعضاء الهيئات الإدارية الطلابية … معرفة ضحلة لأسماء ومهام اللجان والهيئات الإدارية لدى غالبية طلاب جامعة حلب
الجماهير_ هنادي عيسى
لا يتمتع غالبية اعضاء الهيئات الطلابية بسمعة جيدة وقبول مستحب لدى أغلب الطلاب وذلك لأنهم لا يتعاملون معهم على مبدأ الزمالة الجامعية وإنما على مبدأ رئيس ومرؤوس .
تتواجد الهيئة الإدارية في كليات الجامعات السورية جميعها فهي تمثل الاتحاد الوطني لطلبة سورية ضمن كل كلية على حدا ومن مهامها تنظيم أي نشاط طلابي سواء كان علمياً أو بحثياً أو فكرياً أو ثقافياً أو رياضياً وذلك بما يخدم مصلحة الطالب، ولا تتوقف تلك المهام عند ذلك بل تتعداها لتحل مشاكل الطلاب وانصافهم مع الكادر التدريسي أو حل مشاكلهم مع زملائهم أو مع الجامعة ككل .
ومما سبق إذ نرى أن الهيئة وجدت لتخدم الطلاب وتفعل دورهم ضمن الكلية فهل تمارس هذه الهيئات الدور المنوط بها ؟
“الجماهير” استطلعت رأي الطلاب في عدد من كليات جامعة حلب للاطلاع على مهام الهيئات الإدارية في جامعة حلب وطرحت عليهم بعض الأسئلة المتعلقة باسم ومهام وطبيعة عمل الهيئة الإدارية؟
– وجهات وآراء
الطالب (أ، أ ) في كلية الهندسة الميكانيكية يقول إن مهام الهيئة الحقيقية تختلف عن مهامها على أرض الواقع ولا أظن أنني أعرف هذه المهام الكثيرة ولكنني أعلم أنهم يقومون بتنظيم الفعاليات وإعلام الطلاب بمواعيد الامتحانات الفصلية ومساعدة الطلاب الجدد في التسجيل، ومن جهتي لا أثق بأعضاء الهيئة لأنهم غير مؤهلين وتنقصهم الخبرة في المعلومات ناهيك عن أساليب صعبة في التعامل.
من جانبها، قالت الطالبة (ر. س) طالبة في كلية الآداب قسم اللغة العربية إنها لا تعلم رئيس الهيئة الإدارية في كليتها، مضيفة أن وجود طلاب الهيئة وعدمه واحد وهم موجودون فقط في الاسم، فمثلا إذا احتجت لسؤال أو استفسار وذهبت لطلاب الهيئة لا يعرفون الجواب وكل منهم ينظر للأخر على أمل أن يأتي أحد مهم بجواب صحيح، كما علينا أن ننتظر أن يتفرغوا لنا لنستطيع محادثتهم فمنهم من ينشغل بهاتفه ومنهم من ينشغل بالكلام مع زميله ومنهم من يخرج مسرعاً عند توجيه السؤال له.
– فيتامين “الواو”
الطالب (م. أ) في كلية الميكانيك يقول إن مهام الهيئة تتمثل بشكل رئيسي بتسيير أمور الطالب وسماع شكواه ولكن على أرض الواقع لا يوجد أي تطبيق لهذا الكلام ويتعاملون حسب “الواسطة” ومصلحتهم الشخصية، فعلى سبيل المثال عند مناقشة برنامج الامتحان الذي واجه اعتراضاً من قبل كثير من الطلاب وطالبنا بتعديله لتأتي النتيجة لمصلحة الطالب لكنها على قياس أعضاء الهيئة ليتم تعديل البرنامج الامتحاني بما يخدم مصالح طلاب الهيئة فقط، مضيفاً أن عند حدوث أية مشكلة لا يتوجه لطلاب الهيئة الإدارية لأنه ليس لديه ثقة بهم على الإطلاق.
– مصالح شخصية
الطالب ( أ. م ) من كلية الهندسة الميكانيك يوضح لـ “الجماهير” أن مهام الهيئة الإدارية تتمحور حول خدمة الطالب وليس ضده وليست لتسوية أمور شخصية، فمثلا رئيس الهيئة لدينا يعدل برنامج الامتحان لأنه يتعارض مع مصلحته الشخصية، أما موضوع خدمة الطالب فهو بشكل كيفي لدى طلاب الهيئة فإذا كان الطالب “محسوب” على أحد أعضاء الهيئة فإنهم يقدمون له المساعدة الفورية، في المقابل إن كان خارج دائرة المحسوبية فيتم تجاهله أو تركه ينتظر، وأضاف الطالب أنهم يجبروننا على حضور بعض الفعاليات في حين أننا كطلاب لا نمتلك الوقت الكافي لحضورها وقد يستعينون بعمادة الكلية وطلب إيقاف الدوام ويضيف الطالب أنه يوجد لديهم بعض الايجابيات لا يمكن نكرانها ولكنها ليست كالمطلوب منهم أو كالتي وجدوا لتحقيقها فعلياً.
– مساعدة علنية
الطالبة ( س . ح ) طالبة في إدارة الأعمال ترى أن لطلاب الهيئة الإدارية الأولوية في كل شيء ضمن حرم الكلية ويتعاملون مع باقي الطلاب بمزاجية عالية وخاصة فيما يتعلق بموضوع الطالبات فإذا أعجبتهم إحدى الطالبات فهم يقدمون لها كل المساعدة الممكنة حتى في أصعب الظروف “الامتحان” والعكس صحيح أيضاً ، كما يقومون بالتحضير لحفلات التخرج ولا تتعدى مهام طلاب الهيئة عن هذه الدائرة بحسب ما رأته الطالبة.
أما الطالب (س . ع ) هندسة كهربائية يقول لا أعرف شيء عن طلاب الهيئة سوى براعتهم في التنظير أما على أرض الواقع، فأعظم إنجاز يحسب لهم هو مساعدة طلاب السنة الأولى في التسجيل بالإضافة إلى مساهمة كبيرة لطلاب السنة الأخيرة لإقامة حفلات التخرج.
كلمة اخيرة
في الختام، نحن هنا لا نطلق حكم التعميم على الجميع لأن كل تعميم مهما كان واقعياً فهو خاطئ، إلا أن تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وممارسة الغطرسة على باقي الطلاب الذين من المفترض أن يكونوا زملاء لهم هي إحدى أكبر الأخطاء التي يقع بها طلاب الهيئات الإدارية الذين من المفترض أن يتمتعوا بكثير من الصفات ومنها أن يكونوا على درجة عالية من الوعي والثقافة وينبغي أن يمتلكوا مرونة عالية في التعامل وحس المسؤولية وأن يعلموا جيدا ما لهم وما عليهم من واجبات وحقوق، لكن تتمثل أهم نقطة هي أن يكون لدى طلاب الهيئات الإدارية خاصية الإحساس بالآخر بالإضافة إلى اطلاع شامل على كل المعلومات والأمور الإدارية المتعلقة بالكلية كي يتمكنوا من تقديم المساعدة لزملائهم وبالتالي خلق جو مريح ومحبب للطلاب ضمن حرم الكلية، ليبقى سؤال الاستفهام مرسوماً هل يجب على الاتحاد الوطني لطلبة سورية إعادة التفكير بوضع الهيئات واللجان الطلابية وكيفية اختيار الأشخاص المناسبين الذين يمثلون دور الاتحاد الوطني وتنفيذهم للمهام الموكلة إليهم أو إقامة دورات تعريفية تثقيفية وتوعوية للطلاب الذين سيمثلون تلك الهيئات الإدارية؟
رقم العدد 16289