الجماهير- بيانكا ماضيّة
روائي المدينة غيّر من مواضيعه قليلاً إذ كتب اليوم: “عندما تكون القصيدة الجميلة أقرب ماتكون لحكايةٍ عند ذلك تصبح قصيدة خالدةً”. نعم ذلك أن الصور المجردة والتي لاترابط بينها، كالتي يتحفنا بها بعض الشواعر هي التي تبقى في الذاكرة، ولنا في الشعراء المشاهير أمثلة لاتحصى!.
في صفحة فيروز وزياد الرحباني كتب: “يا صوتي ضلك طاير زوبع بهالضماير خبرهن عللي صاير بلكي بيوعى الضمير” وماغياب الضمير إلا من أوصلنا إلى هذه الحال!.
أحد الأصدقاء قال: “هناك من لو رسمتَ له مقصلةً على الجدارِ سيحاول إدخال رأسَهُ بها وهناك من يضرب الجدارَ برأسِهِ على أملٍ أن يُحطّمه!” هذا هو الفرق بين المتشائم والمتفائل، بين من ييأس وبين من يمتلك الإرادة والقوة!.
صديق كثيراً مايكتب حكماً يقول: “لا تحاول أن تجبر أحداً على الاهتمام بك فتصبح كمن يسقي شجرة اصطناعية وينتظر قطف ثمارها”. لايُطلب الاهتمام، ذلك أن من ويودك سيهتم بك ويراعيك من دون أن تطلب منه شيئاً، إن الحب وحده هو دافعه إلى الاهتمام!.
الصديق الفيلسوف يكتب: “ابتعدى عن رجل لا يملك شجاعة الاعتذار حتى لا تفقدي يوماً احترام نفسك للأبد، وتختفي ملامحك الندية، وأنت تغفرين له الإهانات المتوالية، والأخطاء المتتالية في حقكِ لطالما لا يرى لزوم الاعتذار عنها .. فسيزداد تكراراً لها، ويطغى احتقاراً، لمن لا يعتبر وجوده الأوحد حقاً”. الاعتذار ثقافة لايعرفها سوى من يمتلك روحاً نقيّة طيبة، ويعرفها من شعر حقيقة بخطئه..هذا الاعتذار إن لم يقم به الرجل المخطئ فعلى المرأة ألا تتعب نفسها معه!
أحد الأصدقاء اليوم يكتب لنا عن مشاعره في هذا اليوم الماطر، يقول: “موسيقا مطر وإيقاعاتٌ أسمعها الآن من خلال نافذتي المواربة، نسمةٌ باردة تدخل غرفتي تحمل معها رائحةُ عطر فريد من مطر وعبقُ أرض تنثرهم في أرجاء حواسي كي أنهض من سريري، وأنا كعادتي لا زلت هنا في مكان غير هذا المكان، مكان آخر، أشتاق فيه لصباح آخر بعطر آخر وبطعم آخر”. هنا يكون الترحال بالروح نحو مكان آخر تجد فيه هذه الروح ملاذها.
وأنا أذهب بروحي نحو أزمنة، بل نحو لحظات كانت فيها الروح في أسعد أيامها، ذلك أني في خضم تلاطم روحي بكثير مما يفسد عليها سعادتها، أهرب إلى تلك اللحظات التي كانت تشعر فيها بالمتعة والسعادة والفرح، و”هذي الروح تشتاق إليك، هذي الروح لك تشتاق”.
رقم العدد ١٦٢٨٩