بعد أربع سنوات على تحريره ..اهالي حي القاطرجي : “نحن أناس نعيش على الهامش” .. ● مدرسة واحدة.. ومستوصف لا يقدر على خياطة جرح .. ● طرقات غير معبدة انتشرت فيها الحفر .. ونفايات متراكمة.. وأبنية آيلة للسقوط .. وحدائق جرداء ..● مختار الحي يبرر ويدافع عن تقصير

الجماهير – هديل برو

“نحن أناس نعيش على الهامش” بهذه العبارة لخصت أم محمد الواقع المرير وهي إحدى القاطنات في شارع المستوصف المعروف باسم “شارع المدارس” في مساكن البلدية بحي القاطرجي.
إذ تعاني المنطقة واقعاً خدمياً شديد الصعوبة يتمثل بطرقات غير معبدة انتشرت فيها الحفر التي تتحول إلى برك موحلة بعد هطول المطر، وتتوزع حاويات القمامة التي انتثرت حولها النفايات المتراكمة والمتروكة مسببة انتشار الحيوانات والحشرات، وكذلك تلوث الهواء وتشوه المشهد البائس أصلاً لوجود أبنية آيلة للسقوط تتكئ على بعضها في عجز متحولة بدورها إلى مكبات عشوائية للقمامة ما يشكل خطراً على الصحة والسلامة العامة خاصة في فصل الشتاء، إضافة إلى وجود مركبات مدمرة مهترئة متروكة لربما تركت خصيصاً لتزين الشوارع.
كذلك تلمح في بعض الشوارع أعمدة كهرباء مدمرة ومكسورة لا تظن أنها أعمدة ديكورات أو منحوتات فنية لتزيين الشوارع الرئيسية والفرعية للحي المذكور، أما الحدائق والمساحات الخضراء لم تكن أفضل حالاً فقد نالها الإهمال وتهدمت أسوارها وحلت أكوام النفايات على أطرافها محل الشجيرات والورود، أما المقاعد الخشبية في الحدائق باتت بدون خشب ولم تعد الحضن اللائق لاستيعاب الأطفال.

عندما تتجول قليلاً في شارع المدارس بحي القاطرجي ستطالعك ببؤس أبنية المدارس المدمرة والخالية من صيحات التلاميذ وكأنها بصمتها شواهد لقبور أريدت لمستقبل أطفالنا تعكس آثار الأيدي الآثمة المجرمة، حيثما أدرت عيناك سترى الندوب وستسمع “غمغمات” المواطنين الذين ضاقت بهم الحال.
– مدرسة واحدة ومستوصف لا يقدر على خياطة جرح
جالت “الجماهير” لترصد شكاوى أهالي الحي لتنقل آلامهم، إذ وصفت أم محمد الوضع الخدمي بالسيء حيث باتت الشوارع بحالة مزرية ولا يمكن السير فيها، مبينة عدم استلامها لمخصصاتها من مازوت التدفئة منذ العام الماضي، ومنذ ثلاثة أشهر لم تأتي الرسالة النصية لاستلام المواد التموينية، وفيما يخص استلام أسطوانة الغاز أضافت أم محمد نحن عائلة كبيرة مؤلفة من ثمانية أشخاص متسائلة هل من طريقة حسابية للإجابة على تساؤلها “هل تكفي أسطوانة غاز واحدة كل ثلاثة أشهر لعائلتنا”
وفيما يتعلق بالخدمات الصحية في الحي، تابعت أم محمد في شكواها أن التعامل والخدمة الإسعافية المقدمة في مستوصف الجلاء غير جيدة ويرفضون حتى استقبال المرضى، حيث رفض المقيمون في المستوصف استقبال ابنها بعد أن جرح اصبعه ورفضوا حتى تعقيمه ما اضطرها للذهاب به مباشرة إلى مشفى الرازي، أما العملية التعليمية فقصة أخرى لها شجونها تقول أم محمد أنا مثلا أسكن في شارع أبي القاسم المعروف باسم ضهرة عواد وليصل ابني إلى مدرسته محمد ديب بيطار يضطر يومياً للمشي نصف ساعة بعد أن تم نقله بحجة عدم توفر أماكن في مدرسته القريبة من المنزل ومع ذلك البعد فإن الصف مكتظ بدرجة كثيفة وصل بهم الحال العام الماضي لوضع خمسة طلاب بمقعد واحد، مستغربة أنه كيف سيتحقق للطالب البيئة الصفية ليفهم دروسه في ظل الازدحام ؟

التقت “الجماهير” المديرة المعاونة في مدرسة محمد بيطار عزيزة هنداوي التي أكدت أن مدرسة محمد ديب بيطار هي المدرسة الوحيدة التي تخدم منطقة مساكن البلدية بحي القاطرجي، موضحةً وجود مدرستين (حسين الغوري وأحمد مطيع ناصر) وتعرضتا للدمار أي خارج الخدمة , الأمر الذي أجبر الأهالي بالتوجه نحو المدرسة الوحيدة في الحي.
– معاناة موثقة
من جانبها، تشتكي أم حسن إهمال أعمال الطرقات التي تحتاج إلى تزفيت ، بينما تمتلئ الحاويات وما حولها بالقمامة ولا يوجد عمال نظافة بالإضافة إلى غياب عمليات رش المبيدات وانتشار الحشرات في البيوت في فصل الشتاء أيضاً، وبالنسبة للأفران فيخدم فرنا الوحدة والذرة أهالي الحي و يشهدان ازدحاماً شديداً وتمتد ساعات الانتظار في الطابور من الصباح قد تصل إلى ساعات متأخرة من الظهر مبينة أن سعر ربطة الخبز السياحي وصلت إلى 1300 ليرة سورية ولا تكفي لعائلة واحدة.
خط السرفيس لايكمل لنهاية الخط. ولمساكن البلدية معاناة أخرى من ناحية المواصلات، حيث يصر السائقون على اقتطاع 100 ليرة بالرغم من أن التسعيرة الرسمية 75 ليرة، وتضيف أم حسن أنه كان مخصصاً للحي قبل الأزمة خطا سرفيس خط اسمه الميسر يتجه نحو التلل أما الثاني فيتجه نحو ميسلون أما اليوم فلا يوجد إلا خط واحد باتجاه سوق التلل ، فلم يعد بوسع الأهالي الذهاب مباشرة إلى منطقتي ميسلون أو المعري، ناهيك عن أن الخط الوحيد المتبقي ينهي رحلته_ إلا ما ندر_ عند شارع عثمان في حي الميسر رافضاً إكمال الطريق إلى نهاية الخط عند تجمع المدارس في الميسر، وعن ناحية ضبط الأسعار التي تكوي جيوب الأهالي وخاصة المواد الأساسية فهي شكوى متكررة ونجدها في جميع الأسواق المحلية بحسب ما قالته أم حسن.
– مطالب محقة
وعن الخدمات التي يقدمها قطاع قاضي عسكر، طالب أبو محمد أحد سكان الحي ضرورة زيادة عمال النظافة وترحيل القمامة يومياً وزيادة عدد السيارات الضاغطة إلى اثنتين أو أكثر، مطالباً بتكليف ممرضة متخصصة بخياطة الجروح في مستوصف الجلاء ليتم إسعاف المحتاج دون اللجوء إلى نقله إلى المشافي.
ويشتكي عمر لافتقار الحي من خدمات المياه والكهرباء، حيث يتم ضخ المياه يومين في الأسبوع بينما الكهرباء معدومة، الأمر الذي يضطر الأهالي للاشتراك في الأمبير بمبلغ 3500 ليرة أسبوعياً مطالباً بتزفيت الشارع القريب من شارع مستوصف الجلاء بعد صيانة شبكة الصرف الصحي، ويجدد أبو عبدالله الشكوى من تأخر توزيع المازوت المنزلي ومسألة الغلاء الفاحش مبيناً أن صالة المؤسسة السورية للتجارة أسعارها توازي أسعار المواد التموينية في المحال التجارية، بينما اشتكى أبو كامل أنه لم يحصل على مادة المازوت المنزلي منذ قرابة سنتين.

– في انتظار المازوت
وللإجابة عن طروحات وشكاوي المواطنين ، توجهت “الجماهير” إلى مختار حي القاطرجي حسان باذنجكي الذي أكد لـ “الجماهير” أن العدد الإجمالي للقاطنين في الحي بلغ 6000 عائلة تم توزيع 320 حصة من المازوت في العام الحالي موثقة لديه موزعة بين 220 حصة لأسر الشهداء و110 حصة للمواطنين، وقد انتهى من توزيع الحصص المخصصة لأسر الشهداء، نافياً وجود أسر لم تأخذ حصتها من المازوت في العام الماضي بمرحلته الأولى في حين اقتصرت الدفعة الثانية من العام على 2500 عائلة فقط.
وفيما يتعلق بموضوع تزفيت الشوارع، أوضح باذنجكي أنه تم تزفيت أغلب الشوارع الرئيسية وكل مدة يتم تزفيت شارع او اثنين، مبيناً انه رفع كتاباً مطالباً بتزفيت ثلاثة شوارع حسب توفر الإمكانات المتاحة لدى قطاع خدمات قاضي عسكر، أما الحدائق فهي بحاجة إلى إعادة تأهيل وتتطلب مياه وكهرباء وزراعة مشيراً إلى الصعوبات التي تقف عائقاً والمتمثلة بغياب التيار الكهربائي عن الحي وما تزال أعمال تمديد الشبكة قائمة.
وأوضح مختار الحي حول موضوع الخدمات التي يقدمها قطاع قاضي عسكر وتراكم القمامة.
– قلة عدد عمال النظافة
ووصف باذنجكي الوضع المتعلق بنظافة الحي بأنه مقبول مع استمرار عمليات ترحيل النفايات مرجحاً أن تواجد النفايات قرب أبنية مدمرة، وفيما يخص الأنقاض أضاف باذنجكي ليس هناك آليات لترحيل الأنقاض والقمامة حيث يتم ترحيلها ضمن الإمكانيات المتوفرة موضحاً أنه منذ سنتين تم ارسال كتب رسمية إلى محافظة حلب وتم إعلامهم بالوضع.
واضاف مختار حي القاطرجي أنه خلال اجتماع مع رئيس مجلس مدينة حلب الدكتور معد مدلجي وهم يستجيبون للمطالب ضمن الإمكانيات المتاحة لديهم ، وعن المطالبة بخدمات إسعافية في مركز الجلاء الصحي أشار باذنجكي إلى أن مركز الجلاء الصحي ,الخدمة فيه مقتصرة على عيادة أطفال وعيادة نسائية وقسم خاص باللشمانيا فقط والإسعافات ليست من مهام المستوصفات حيث لا يوجد طبيب جراح وبالتالي فإن الحالات الإسعافية تتوجه إلى المشافي ,مؤكداً وجود مركز صحي تابع لجمعية الإحسان يقدم خدماته لأهالي الحي مجاناً.

– رش المبيدات
وفيما يتعلق برش المبيدات، هم يقومون برش المبيدات الحشرية ثلاث مرات بالأسبوع بالإضافة إلى رش المبيدات الخاصة بالقوارض مرة شهرياً خلال فصل الصيف، أما في فصل الشتاء أوضح أنه لا فائدة من رش المبيدات بسبب هطول الأمطار.
– مواصلات قليلة
وعن المشكلات المتعلقة بقطاع المواصلات، أجاب باذنجكي أن عند عودة الأهالي إلى الحي بعد تحريره تم تشغيل خط ميسلون ما أدى إلى ضغط على منطقة ميسلون فأعيد الخط إلى منطقة باب الحديد إذ كان شارع باب النصر متضرراً وبعد إصلاحه تمت إعادته إلى خطه الأساسي مبينا وجود قلة في عدد السرافيس العاملة على تخديم الحي وكان يوجد باصات نقل داخلي إلا أنها توقفت عن الخدمة ، مضيفاً غياب مراقبي التموين ووجود تقصير كبير لضبط أسعار الأسواق المحلية وتم توجيه كتب عدة عن طريق لجان الأحياء إلى محافظة حلب.
رقم العدد ١٦٢٩٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار