شعر / محمود العيسى
سأقول ما أعيا اليراع بلاغةً
ففصاحتي تصف الكريم وتُنصف
أُسْدُ الشهامة في الشآم عرينهم
فشآمنا بحمى الأباة وما غفوا
قد ذادوا عنها فالمروءة دينهم
نفس الكرام عن التخوف تأنف
هم للخطوب إذا تعاظم أمرها
إن الرجال بموقف قد تُعرف
وتحالفت من كل صوب عصبة
زعموا المحبة للشعوب وأسرفوا
في ظلمهم ودمارهم حتى غدوا
أرباب غلّ، والشعار المصحف
كالبوم حاموا فوق أرض شآمنا
نشروا الخراب بطولها واستشرفوا
سلّ الأباة سيوفهم ومشوا لهم
بتروا الأكفّ بصارم لا يُردف
حملوا الأمانة بالرضا ومشوا بها
حار الغزاة بأمرهم، بل أوجفوا
أنياب أُسْدٍ مزّقت أعناقهم
بيض الهنود ببأسها لا توصف
مهد العروبة- يا صِغارُ- غريمكم
لن يبقي منكم مارقاً فلتعرفوا
وسيُرجع المجد القديم لدارنا
فدموعكم لوداعها هيا اذرفوا
ولتحلموا بثرى يلمّ شتاتكم
لعن الزمان زمانكم، فتأسفوا.
حتى إذا انقضت الحياة وأدبرت
عن حملكم تأبى الصخور وتأنف..
يا أيها الوطن الجريح ولم تغب
إن العثمثم صامدٌ لا ينزف.
رقم العدد 16302