الجماهير- بيانكا ماضيّة
عن دار دلمون الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع صدر كتاب (المسيح الفيلسوف) من تأليف فريديريك لونوار وترجمة الأب الياس زحلاوي وتقديم الأستاذ حسن حمادة.
جاء في تعريف الباحث حسن حمادة على الغلاف الأخير للكتاب أن “كتاب لونوار غني جداً بالمعلومات التاريخية، ينقلها بنزاهة وتجرد ولكن سرعان مايجنح بما يوحي بالهروب من شيء ما، وكأنه يخشى من الاضطهاد، يخشى من أن يتعرض هو لاضطهاد، كما حدث ويحدث في زماننا المعاصر، للعديد من رجال الفكر الكاثوليك في أوروبا.
نراه مثلاً يجيد في شرح الاضطهاد الذي تعرض له المسيحيون الأوائل على يد الرومان، فيتحدث عن شجاعة القديس إغناطيوس في القرن الثاني الميلادي، وتوقه إلى الشهادة.
لكن هذه الإجادة التي تحلق في أجواء الأمس واليوم، تفاجئنا بتجاهلها الكامل لمآسي وعذابات شعب “المسيح الفيلسوف” وأرض ” المسيح الفيلسوف” وكأن الأمانة التاريخية والنزاهة العقلية تفقدان جدارتهما وضرورتهما بمجرد الاقتراب من أرض كنعان، من فلسطين، من بلاد الشام، من سوراقيا، من مهد “المسيح الفيلسوف” يسوع ابن الإنسان، وحاضنة كنيسته الأولى، بلاده، شعبه، أمته التي لولاها لما اهتدت أوروبا، وغيرها من بقاع الأرض، إلى المسيحية، ولما تحضّرت أوروبا، التي تحمل اسم تلك الأميرة الأسطورية الجميلة، الفينيقية، الكنعانية السورية!!.
وترتسم أمامنا غابات من علامات التعجب وعلامة استفهام واحدة، لماذا؟ قد يكون الخوف، وباء الخوف، عائداً إلى الإرهاب الفكري الذي يلاحق الكثير من المفكرين والباحثين الأحرار، في أوروبا بخاصة، ومنهم اليوم من دمرت حياتهم تدميراً، ومنهم من جردوا من رتبهم العلمية، لمجرد عدم تقيدهم بالفكر الأحادي المهيمن، والخطاب الأحادي والتفسير الأحادي للتاريخ.
رقم العدد ١٦٣٠٣