ديوان ( جراحة في الحبّ) للشاعر أحمد كركوتلي في نسخته الثانية ..

الجماهير – أسماء خيرو

صدر حديثا في نسخته الثانية “ديوان جراحة في الحبّ ” للشاعر الشاب أحمد كركوتلي عن دار ليندا للنشر والطباعة.
الديوان في مجمله يضمّ ستّاً وعشرين قصيدةً، بالإضافة إلى ورقة للقارئ، كلّها تصبّ في بوتقة واحدة من حيث الموضوع، إذ استفاض الشاعر بالحديث عمّا يعتلج فؤاد الرجل العاشق الهائم، حين يستبدّ به الهوى ويشعل لظى الوجد والشوق في روحه المتعبة، محيلاً الديوان إلى سيمفونية عشق بنغم رومانسيّ شفّاف، يعكس صليل القلب المرهف في محاولة للكشف عمّا يعتلج النفس الإنسانيّة في حالة العشق، أركان تلك الحالة يقدّمها الشاعر إلى القارئ من خلال مفردات بسيطة وسهلة تتمحور حول الحزن، والفراق ، الشوق ، والحيرة، الوحدة ، الغربة ، الوداع ، الحبّ المستحيل ، غناء الدموع ، التوحّد ، القيد ، والغرق ، ويمكن اعتبار القصائد الواحدة تلو الأخرى مستمدّة من شخصيّة حائرة تطلّ من بين السطور بما يشبه الاعتراف الذاتيّ، إمّا لاستعادة ذاك الحبّ الضائع والمستحيل، وإما لإشعال ثورة الحب والموت دونه ، تدفع بالقارئ للتعاطف معه ومع مشاعره الداخلية، وبذلك يتحوّل إلى ممثّل ثانويّ يشارك في الأحداث التي يحيكها الشاعر بشعره، فاسحاً بصوره الشعريّة المجال لارتعاشات النفس، وتأوّه الروح ، واستعارة القلب بلهيب العشق ، واشتعال نار الشعر ، وأنين الحرف، ولهيب القول ، ولكنّه يتوقف للحظة ليجري جراحة لقلبه القتيل في عبثيّة لإحيائه بعد مماته، فإذا بالحبّ في كلّ الأماكن فاعل، فهو قتيل هواها يسائل نفسه أقلبه ضعيف أم هواها قاتل ؟ وفي بحث عن علاقة إنسانيّة عميقة في زمن الحرب ، يعترف لمحبوبته بهذه الأبيات فيقول :

ويلاه من حبٍّ علتني ناره واجتاح روحي واستباح ترابي / وكتبت شعرا فوق أبواب الهوى يحكي انصهاري في الهوى وعذابي / وعلمت أني موقع مستهدف لاح احتلالي واجتياح شبابي / فبدأت حربي في الهوى متحصنا أخفي الصبابة خلف ألف حجاب / أنقذت قلبي من كل كمين محكم أحكمته كي تظفري بجوابي / وبقيت أمشي في هواك مكابرا / حتى استبحت في الهوى أعتابي / وأمام زحفك قد تهاوت قلعتي ورجعت مهزوما على أعقابي.
ولكي نطّلع أكثر على هذا الديوان كان ” للجماهير ” وقفة مع الشاعر كركوتلي… إذ قال : إنّ الديوان طبع لأوّل مرة في عام ٢٠١٩م، وفاز بمسابقة في مهرجان القاهرة كما شارك في العديد من المهرجانات والمعارض العربية، و هذه الطبعة تعتبر الثانية من نوعها عن دار ليندا للطباعة والنشر ، واختيار اسم الديوان (جراحة في الحبّ ) يعود لقصيدة غزلية ضمن الديوان تتحدّث عن جراحة متخيلة، يخاطب بها الحبيب المحبوبة بألفاظ جراحية لينتهي بها بأن يجعلها تبحث عن نفسها في داخله فهي تحتلّ العقل والقلب والجسد والروح..
ويتابع الشاعر كركوتلي موضحا أنّ النصوص الشعريّة التي في مضمونها تتحدّث عن الغزل والشوق والحنين خرجت إلى النور في عام ٢٠١٣ في زمن الحرب ، لذلك سيطالع القارئ قصيدة( الحبّ في زمن الحرب) بمفردات غزلية حربيّة جاءت من وحي المعركة حيث استخدم فيها ألفاظ مثل ( قصف ، وقنص ، وكيماوي ، اقتحام ) كما سيقرأ قصيدة عن الشوق للعودة إلى مدينة حلب التي أرهقها الدمار والخراب، مبينا بأنّ الديوان فيه تنوع بالبحور الشعريّة مابين (البسيط – الرمل – الكامل – الخفيف ). والقصائد أكثرها مستوحى من الخيال والبعض الآخر من أحداث واقعيّة استطاع أن يلتقطها من المجتمع كما يلتقط المصوّر صوره بعدسة احترافيّة.
رقم العدد 16327

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار