الجماهير- بيانكا ماضيّة
كنت أحيك القصص والحكايات
وأنسج الخرافات
وأدعو الناس إلى الصلاح
ولا أرى إلا الصالحين..
لم أدعُك بل أتيت وحدك..
ولم تقف في الطابور بل وقفت تتأمل الطوابير..
وبدأت بفرزهم مابين صالح وطالح..
وكنت تتأمل الطابور.. وتستمع إلى ما أتفوه به..
كانت الفراشات تطير من حولي..
وكنت أنظر إليها بعين متأملة
وأمّ من بين النساء بكت.. فجعني بكاؤها..
ورحت أمدّ لها يدي لأمسح دموعها
وأمسح جراحها
وأقتلع خناجر الغدر من ظهرها
وأردد على مسامعها تراتيل الوفاء والإخلاص
رحتَ تبتسم وتحدثني في داخلك: نعم امسحي دموعها وجراحها
لم تكن أماً وحسب.. كانت أمّة.. ضممتها إلى صدري ومسحت دموعها.. ولمست شعرها بيدي.. كان كالشلال ينسدل من بين أصابعي.. ابتسمت في وجهي وأخذتها إليك لتقبّلها من جبينها.. ومضينا معاً نحو جبل أشمّ
ولم نجد أنفسنا إلا في قمّته.. لوّحنا لتلك الطوابير… وفرح العالم كله.
رقم العدد ١٦٣٣٢