حول منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ..وجهة نظر قارئ

 

الجماهير/ حسين قاطرجي

أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب معرضها السنوي للكتاب والمستمر حتى نهاية الشهر الجاري، وهو تقليدٌ دأبت عليه وزارة الثقافة أعواماً طويلة وتشارك فيه مديريات الثقافة في محافظاتٍ عدّة.
ونظراً لكوني شديد الحرص على حضور مثل هذه الفعاليات الثقافية فقد كنت من أوائل زوار المعرض وسجلتُ المشاهدات والملاحظات التالية:

– تتميز مطبوعات وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب بالجودة الكاملة؛ ابتداءً من نوعية الورق إلى التنضيد والإخراج وسائر العمليات الفنية، وهي بذلك تضع كل دور النشر (المحلية والعربية) خارج المنافسة، لكني أستثني تصميم الأغلفة التي تأتي في مجملها نمطية جداً وغير ملفتة.

– رغم العناية بالجودة وما يترتّب على ذلك من تكلفةٍ مرتفعة فإنّ أسعار الكتب كلها تأتي ضمن نطاق المتاح للجميع، وهي في متناول يد الطالب والعامل وذوي الدخل المحدود، ولايترتب على زائر المعرض أن يحدد مبلغ إنفاقٍ لشراء الكتب كونها بأسعارٍ زهيدة، بالإضافة لما تقدّمه إدارة المعرض من حسوماتٍ حقيقية على سعر الغلاف تصل إلى حوالي 50% .
على سبيل المثال اشتريتُ سِفراً ضخماً وهو الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر خليل مردم بك بمبلغ 1000 ل.س فقط، وبمقارنةٍ بسيطة فإنّ كتاباً مماثلاً أصدرته دار نشرٍ عربية وصل إلى مكتباتنا بسعر يتجاوز 17,000 ل.س على الرغم من أنّ جودة طبعة الهيئة العامة السورية للكتاب لاتقارن بالإصدار الهزيل لدار النشر المومى إليها.

– تتسم إصدارت الهيئة العامة بالأصالة، ويرتاح بال القارئ المقتني لهذه الإصدارات من قضايا القرصنة والنسخ الممسوخة، ذلك أنّ إدارة الهيئة تشترط على كتّابها المتعاونين معها بالالتزام الأدبي بعدم نشر كتبهم مع دور نشرٍ أخرى، وكون هذه الكتب عالية الجودة ورخيصة الثمن فإنّ المقرصنين لايجدون جدوى مادية من قرصنة كتب الهيئة بحالٍ من الأحوال.

– المتابع لموقع الهيئة العامة السورية للكتاب ومنصاتها على وسائل التواصل الإجتماعي يلاحظ مدى حرص الهيئة على الوصول إلى شرائح القرّاء كآفة بما في ذلك محبي الكتاب الإلكتروني، فلا يخلو أسبوع من إصدارٍ إلكتروني لكتابٍ جديد يتيحون روابطه للتحميل المجاني مع نبذاتٍ تعريفيةٍ لكل كتاب وإتاحة الفرصة أمام القرّاء للتعليق عليه وإبداء الرأي بمادته.

– التنوّع سمة بارزة في منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وهذه صفة تجعلها تحلق بعيداً عن دور النشر الخاصة التي تفكّر بعقلية التاجر قبل المثقف، فدور النشر الخاصة قد ترفض مسودّة كتابٍ لأسباب مختلفة أبرزها عدم اهتمام القرّاء بهذا النوع الأدبي (كالشعر والمسرح) في حين نجد في منشورات الهيئة تنوعاً واضحاً في فنون الأدب والنقد، كما في الأعمال الفكرية والفلسفية والعلمية.

– تحرص الهيئة على تقديم وجبةٍ ثقافيةٍ ومسليةٍ للطفل، وتزرع عنده حبّ الكتاب والمطالعة من خلال مجلاتها الموجّهة للطفل ( كمجلة أسامة وشامة) وهي مجلات يمكن القول أنّها شبه مجانية (100 ل.س) وتحتفي بالطفل بتقديم رسوماتٍ جذابة وقصصاً مشوقة مطبوعة على ورقٍ صقيل عالي الجودة، ومثلها كُتيّباتٍ للفتيان هادفةٌ في مضمونها ومتنوعةٌ في مادتها.

– يُؤخذ على الهيئة العامة السورية للكتاب ناحيةٌ سلبيةٌ واحدة كم أتمنى مع أصدقائي القرّاء أن تعمل إدارة الهيئة على تلافيها وهي تأخّر وصول الإصدارات الجديدة إلى منافذ البيع في المحافظات، إذ يحصل أن تعلن الهيئة عن كتابٍٍ جديدٍ على موقعها الإلكتروني إلا أنّ القرّاء قد ينتظرون عاماً كاملاً قبل وصول الكتاب إلى منافذ البيع في المراكز الثقافية وقد لايصل أبداً!! وكثيراً ما أضع قائمةً لكتبٍ استهواني ماكُتب عنها في شعاع النص على الموقع لأشتريها في مثل هذه المعارض لكنني لا أجد الكتاب رغم مرور أزيدَ من عامٍ على طبعه!! ولاتزال القائمة برسم الانتظار.

– إنّ الجهود الجبارة التي تقدّمها وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب تكسّر صلابة الجهل، وأنّ هذه المعارض وأمثالها واحاتٌ خضراء تدعو كل محبّ للقراءة أن يتفيّأ بظلالها ويتنفس منها نسمات الفكر الحر والأدب الجميل.


رقم العدد ١٦٣٤٩

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار