● مريانا سواس
ليلة سماع النبأ الحزين ..
صارت المسافة بين حزننا نحن أهالي حلب وصوت الراحلة نحو السماء تقاس بالآهات ..حتى ضاع صوتنا ..!!
جلست وأنا في حالة صدمة ..لابد أننا جميعاً كنا ..!
فمن يجرؤ أن يكون هادئاً أو لا مبالياً و هو يعرف أن حبيبة و ملكة حلب قد حزمت حقائبها وسافرت بعيداً حيث لا عودة ؟
أيتها الراحلة أجيبيني : كيف يمكن للشلال ألا ينهمر ..وصوتك شلال في الذاكرة ..؟!
خبر رحيلك ،لا أستطيع أن أقول موتك، كان القشة التي قصمت ظهر الزمن الجميل الذي كنا مازلنا نتمسك به نحن التائهين في زمن الحرب..آه ما كان أحوجنا إليك يا قديسة الصوت العذب !
صوتك ترتيل الصفاء ..ومعطف شتوي نحتاجه في ظل صقيع التفاهة والنشاز في عالم الفن السادي السائد .
قولي لي :
كيف لابتسامتك ألا تشرق بعد ..؟
كيف لنا أن ننسى أنك كنت دائماً معنا ..حتى لو لم تكوني ..؟
كيف لنا أن نصدّق بعد الآن و قد أحببنا الكذب الحلو الذي أخبرتنا عنه .!؟
كيف للقلعة ألا تطرب بعد اليوم لصوتك الصدّاح وألا تشارك أضواؤها بريق ابتسامتك ؟!
كيف لجدران الكنائس في حلب أن تحتضن صوت تراتيلك الراحل بعيداً دون أن تبكي !؟
آه يا سيدة الغناء ..كان صوتك لحن حلب وكنت سيدة فرح الحضور البهي
رحلت بعيداً ..جاءنا النبأ الفاجعة
ليلة النبأ الحزين حيث كانت ليلة البكاء ..
حتى النجوم بكت .. بكت على نجمة قد أفلت كانت تشعّ كالبدر .
وداعاً ميادة بسيليس .. وداعاً.
رقم العدد ١٦٣٥٠