قراءة في رواية (أحببتك في دمشق) ، للأديب الدكتور علي مكية

الجماهير / حسين قاطرجي

أحببتك في دمشق، عملٌ أدبيٌّ جديد للكاتب علي مكيه، في هذا العمل يقدّم الكاتب سرديّةً وجدانيّةً جميلة تتنكّر بالزي الروائي دون أن تنتمي إليه. حاول الكاتب في روايته الجديدة أن يخلع عباءة الفن الروائي التقليدي، وأن لايكون نسخةً كربونيّةً من الروائيين الأفاضل من معاصريه، فسلك لنفسه أسلوباً نثرياً يجمع من فنون الأدب أكثرها وأعمقها.

يلاحظ القارئ تخلّي الكاتب عن اللغة المباشرة ويعتمد لغةً (رومانسيةً) تستغرق فنون البديع بكلّيته، فالاستعارات والكنايات والتشبيهات ركيزةً أساسيّةً في هذا النص، وهي نقطة علامٍ بارزة يتوقف عندها القارئ ويستمتع بها.

في الرواية يبوح العاشق بما يكتمه العشّاق عادةً، ويطلق الكاتب العنان لبطله لينطق بقلبه لا بلسانه، ويخاطب محبوبته الحاضرة/الغائبة شعراً مرّةً، ونثراً مرّاتٍ ضمن إطارٍ وجدانيّ طافحٍ بمعاني الحب والإخلاص، وبكثيرٍ من التبريرات التي تشرح المواقف والأحداث، ويفرضها الشوق بين الحبيبين في ساعات الخصام.

صدرت الرواية عن دار استانبولي للطباعة والنشر في 167 صفحة من القطع المتوسط، وبهذا العمل الجديد يحدّد الكاتب خطّه الأدبي الرفيع ويصرّ عليه.

اقتباسات من الرواية:

“كنت أمشي كالسكارى -أنا الذي لم أتناول النبيذ طوال حياتي- أتمايل بين الجدار والجدار، وأصرخ ألا تخمّروا العنب.. فلا نبيذاً من بعد روحك ياحبيبتي، ولا حباً من بعد حبّك..”

“هكذا تكون نهايات الحب؛ تُنهي معها كل شيء حتى الحياة.. كأنّنا نولد من جديد لكن بقلوبٍ مثقوبة.. وأرواحٍ باهتة..إنّها الخواطر عندما تُكسر، نصبح هكذا.”

“القوة في الحياة ياماري ليست أن نتسلح بالأمل، بل أن نصنع من اليأس -إن وجد- دافعاً لنا لنستمر..”

“وفي صمتٍ تدور الأيام، لكنها تفقد الروح، الروح التي كانت هي الدافع الأساسي للدوران، ربما لسنا نحن الذين وضعوا القانون، لكن القانون طبّق عليهم بأقسى صوره وتفاصيله.”
رقم العدد ١٦٣٥٧

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار