حروب سورية … تأليف ميشيل رامبو وترجمة د . لبانة مشوح

الجماهير / نبوغ أسعد

حروب سورية كتاب يسلط الضوء على أوجه الصراع في سورية والأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية والدينية للحرب الإرهابية عليها، وهو من تأليف ميشيل رامبو وترجمة الدكتورة لبانة مشوح، صادر عن وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب .
يسعى الكاتب رامبو لفضح الأسباب الكاملة للحرب التي نشرت الدمار على أرض سوريا الراسخة عبر التاريخ، والتي تعرض شعبها لأبشع أنواع التضليل والقتل والتدمير، ويكشف أيضا الاحتراف الخطير في تزوير العمل الفكري والإعلامي والسياسي من أجل تحويل سورية عن مسارها وخلخلة انتمائها؛ ليكشف الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تهتم بحروب تنشب في الشرق الأوسط وفشل مايسمى بالديمقراطيات العظمى في تلبية شيء من متطلبات الشعوب .
والكتاب واضح أنه رسالة لمن يؤمن بديمقراطية الغرب ويكشف أولئك الذين يغذون الغدر والخيانة على شاشات التلفزة، ليكشف الهاجس القديم الذي يسعى من ورائه الأمريكيون والصهاينة لتدمير سورية، وهذا هوس عمره مئات السنين لأن ما تمتلكه سورية يؤرق كل أصحاب الإثم والشر والعدوان .
وفي الصفحات الأخيرة من الكتاب يبين الكاتب البنيات الأساسية ومن يقف معها خلال تصدي هذا المحور للنزعة الصهيونية، ومن يدعمها بعد أن كلف الكيان الصهيوني مالم يتوقعه من خسارات .
سعت المترجمة الدكتورة لبانة مشوح إلى تقديم محتويات الكتاب بشكل دقيق، ولأنها تريد أن توثق لطرحها الوجداني قدمت أدلة وثبوتيات جاءت بها من كتاب أجانب غربيين لنكون أمام مصداقية تامة، وقد عبرت عما تريد طرحه بتوافق كامل بين الأمر الواقع وماقاله الغربيون عن المؤامرة وأسبابها وخيوطها دون أن تغفل أي وثيقة .
الكتاب يقدم طرحا واقعيا وتطبيقيا، لأن الأفكار الواردة فيه اعتمدت على أسماء كانت فاعلة في الحركة العميلة ومتحولة ببطء وفق ماهو مرسوم لها، إذ استخدمت المقاربة، ثم المواجة الفكرية والتطبيقية للوصول إلى رؤى جاءت كعصارة لكامل ماهو موجود على الساحة العالمية بما يخص سورية. وبعض الذين وردت أسماؤهم في الكتاب المترجم هم مشبعون بالتورط؛ لأن ما يدور من صراع لا يقترب من مصلحة سورية بالمطلق ولا من مصلحة شعبها الذي عانى الويلات، لكنه استطاع أن يقدم إلى الحاضر والمستقبل عبرا لا مثيل لها .
في الكتاب أيضا كشف كبير للماضي المجهول الذي وصل به أدعياء الثقافة والحضارة إلى يومنا هذا، وفيه إشارات علمية، يمكن أن تدلل من يمتلك خبرة في ثقافة علم النفس إلى الذين أسسوا لهؤلاء، وهم الآن في غياهب الزمان ولا يمكن لغلط أن يدوم، فلا بد لكشف أكبر عاجلا أم آجلا .
ومهما يكن من أمر الكتاب إن كان منتوجه منقولاً أو مترجماً عن وطننا الحبيب سورية الذي بات جليا وواضحا للعالم حجم المؤامرة الدولية التي خططت ونسقت ضمن اتفاقيات مدروسة للنيل من كرامتها وإرثها الثقافي والحضاري ونهب خيراتها ..والعمل على عودتها مئات السنين إلى الوراء ..فإن سورية ستبقى قوية صامدة وشعبها يدرك تماماً هذا الأمر؛ لأننا وصلنا في وقت ما إلى قمة الحضارة والثقافة والرقي ..وسيبقى كتابها ومثقفوها وكل صغير وكبير فيها يعمل على استرجاع حقها وعودتها إلى ما كانت عليه .
الدكتورة لبانة مشوح أضافت للكتاب من نزف جرحها ووجدانها وروحها الوطنية إلى الكتاب فجعلته ينبض بروح الحماس وعشق الإنسان لأرضه التي نشأ وترعرع فيها وبثته من عمق وجدانياتها المفعمة بالحب والتحدي والتصدي لكل مؤامرات العالم من خلال ماتزرعه من حب التكاتف والنضال في جميع الأصعدة التي من شأنها البناء المتكامل لشعب يحب أرضه ويخاف على عرضه ولايعرف الهزيمة. والأيام ستثبت للعالم برمته صدق الحدث والعمل بجدية وتشاركية على النهوض من جديد بروح واحدة.
رقم العدد 16372

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار