الجماهير – أنطوان بصمه جي
أصدر المؤلف والكاتب أفو كاترجيان عام 2015 في مطبعة أريفيلك في حلب، وبمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية كتاباً يحمل عنوان “الرياضيون الأرمن الشهداء والمتوفون فترة الإبادة الأرمنية” باللغتين الأرمنية والعربية.
يعد الكتاب الذي يضم 72 صفحة وثيقة تجسد المصير الأليم الذي واجهه الرياضيون الأرمن، حيث سلط مؤلف الكتاب الضوء على الرياضيين الذين استشهدوا وتوفوا فترة الإبادة الأرمنية في حقبة الإمبراطورية العثمانية ومختلف السلطات في تركيا بين عامي 1915-1923.
وأوضح كاترجيان ل “الجماهير” أنه ومن أجل توضيح هذا الموضوع بدأ بالبحث في مختلف أنواع الأرشيف، والمصادر المتنوعة الصادرة بلغات متعددة، حيث يعد الكتاب محاولة من أجل توضيح أوضاع الرياضيين الأرمن ونشاطات الأندية والجمعيات الرياضية الأرمنية، وكذلك استشهاد الرياضيين الأرمن ووفاتهم على طريق الموت والتهجير، وفي مراكز نفيهم، وذلك طيلة فترة الإمبراطورية العثمانية، بدءاً من فترة ما قبل الإبادة وصولاً إلى المذبحة الكبرى.
وذكر المؤلف في مقدمة الكتاب: ” لقد قام هؤلاء الرياضيون بعمل جبّار، خاصة وأنهم تعرضوا إلى صعوبات كبيرة فترة الإمبراطورية العثمانية وتحت السلطة التركية. ورغم قدراتهم المتواضعة، استطاعوا تقديم الأرمني بصورة مشرقة في أكبر الملاعب الرياضية في العالم، وحازوا على نتائج بطولية مشرّفة بفضل إرادتهم الصلبة، وإيمانهم بشعبهم وأمتهم.
لقد تكشفت قضية إفناء الرياضيين والأندية والجمعيات الرياضية في عالم الرياضة الأرمنية بشكل جيد من خلال قرار شيطاني اتخذته حكومة الاتحاديين للتهجير القسري والإبادة الجماعية بين عامي 1915-1923 بحق الأرمن على أراضي الإمبراطورية العثمانية وهضبة أرمينيا الغربية والأناضول، والتي أسفرت عن تدمير القرى والمدن الأرمنية، لتسجل صفحة سوداء من التاريخ باللون الأحمر.
الجدير بالذكر أنه في عام 1915 تعرض الشعب الأرمني للإبادة الجماعية من قبل الأتراك، وسقط الكثير من الشهداء الأرمن، كما استشهد العديد من الأبطال المفكرين ورجال الدين والوطنيين والأطباء والتجار والصناعيين، وكذلك الرياضيين.
وأضاف المؤلف كاترجيان لقد باتت حقيقة الإبادة الأرمنية دافعاً رئيساً لوضع كتاب “الرياضيون الأرمن الشهداء والمتوفون فترة الإبادة الأرمنية”، ودليلاً على أن الموضوع لم يسبق أن أنجز بشكل كاف لا من قبل الأرمن ولا غيرهم”.
ويأمل كاترجيان في أن يسهم هذا البحث في توثيق تطور الرياضة الأرمنية في تاريخ الأرمن، خاصة في فترة الإبادة الجماعية، وكذلك في جمع وتوثيق خسائر العالم الرياضي الأرمني في تلك الفترة.
ويوضح كاترجيان أن الأرمن كانوا رواداً في المجال الرياضي في الإمبراطورية العثمانية وتركيا الكمالية، وأول من أنشأ الأندية والجمعيات الرياضية، وشكلوا فريق كرة القدم “بالطاليماني” في القسطنطينية عام 1904، و”سانترال” في غالاتا، و”كوم كابو”، وغيرها من الأندية الرياضية.
وفي النهاية يقول المؤلف: إن إصدار الكتاب بمثابة حلقة للمطالبة بالاعتراف بالمجازر التي حدثت في تلك الفترة ، واعتباره كأكليل ورد على ضريح الرياضيين المقدسين، المعروفين منهم والمجهولين، الذين استشهدوا وراحوا ضحية الإبادة الأرمنية، مبيناً أن المكون الأرمني سيعمل دون كلل من أجل الحقيقة والذكرى والعدالة، بعد مرور 106عام على مذابح 24 نيسان، وليكون الكتاب الصادر بمحبة وعناية وتفاني فرصة للمطالبة، وإحياء ذكرى الشهداء القديسين”.
رقم العدد ١٦٣٨٦