الجماهير – هديل برو
تعود القدس بانتفاضتها برمزيتها وبعدها القومي والإسلامي مجسدة قضية كل شريف على هذه الأرض، ولتلم شمل عشاقها تحت راية المقاومة خاصة في هذه المرحلة المفصلية ، التي باتت فيها الاصطفافات واضحة ، مع القدس لايوجد وسط ، الفرز حتمي في قضية العرب التي لطالما ادعى بعضهم أنها الأولى أما اليوم بعد سقوط الأقنعة فكل شيء بات جليا ، القدس منذ مطلع الشهر الكريم وعروس عروبتنا تنافح وحيدة عن شرف أمة بكاملها وسط صمت متواطئ يكلل بالعار كل من خذلها ، كم راهن العدو على أن أجيال فلسطين وشعوب الأمة العربية ستنسى وتلين ، لكنهم في كل مرة لم ولن يواجهوا إلا بأس مقاومينا وشبابنا ولن يثنوا عزائمهم ، ولن ينتزعوا من ذاكرتهم أو وجدانهم فلسطين التي تختصرها القدس .
ففي الأمس كان عرض الوفاء لها في مخيمي ، مخيم النيرب ، أبعد مخيم عنها ، لكنه ينبض لحبها ، أجل خرج الجميع شيبا وشبابا ، يهتف بإخلاص ويقسم على التشبث بها وبكل فلسطين مؤكدا وحدة الشعب الفلسطيني في الشتات أو في الأراضي المحتلة ، مسقطا كل الرهانات والأماني والاتفاقات الاستسلامية والتطبيعية السوداء ، ولتصل الرسالة واضحة إلى ثلاث جهات أولا لشعبنا في الداخل : صبرا فإن نضالنا واحد لا فصام له والنصر صبر ساعة والثانية لحلفاء المقاومة : وقفتكم وقفة الشرف والعز هي منارة لمن ضل طريق الكرامة و محور المقاومة منتصر قطعا والجهة الثالثة للعدو و أذنابه : لن ننسى ، قد تمتلكون أشياء كثيرة لكن النصر في هذه الحرب لمن القدس ثابتة في ضمائرهم ،لأهلها ، ألم تقرؤوا تاريخها لا أحد كتب له دوام احتلالها ، وكيف سننسى وابنتي الصغيرة قبل أن تكمل عامها الثالث تحفظ عاصمة بلادها وتردد : بالروح بالدم نفديك يا فلسطين بالروح بالدم نفديك يا أقصى.