الجماهير- بيانكا ماضيّة
من دوما، من بقعة كانت يوماً مركزاً لترهيب وتهجير وقتل وتخريب، كانت الرسالة الأقوى، الرسالة التي تقول: كل البقاع سورية، وكل أهلها سوريون، ولن تكون سورية إلا واحدة موحدة.
سقط المشروع الصهيوأمريكي الذي لطالما نادوا به، أسقطه الرئيس بشار الأسد، وإلى جانبه الشعب، والجيش والقوات الرديفة والصديقة، سقط عسكرياً ويسقط اليوم بصوت السوريين بقلب واحد: نعم لبشار الأسد، نعم لسورية المنتصرة.
الألم أزهر فرحاً، والدماء أنبتت شقائق نعمان، والجراح بلسمتها أصوات السوريين وهم يزحفون إلى مراكز الاقتراع ليقولوا كلمتهم أمام العالم أجمع: نحن من يتخذ القرار، ونحن من ينتخب رئيسنا .
وانتخب الشعب السوري رئيسه بكل فرح وغبطة وحبور، ما الذي يحدوهم إلى هذا الفعل؟! إنه الوعي السوري والإدراك السوري، وعمق الانتماء إلى هذا الوطن. لم يكن عرساً وطنياً وحسب، بل كان السوريون اليوم يطلقون الرصاص باتجاه قلوب أعدائهم إذ أدلوا بأصواتهم، مدركين ما لصوتهم من تأثير فعال في هذه المرحلة التاريخية لما يمتلكه من رمزية التحرير والمقاومة والصمود.
اليوم نسي السوريون أوجاعهم وآلامهم، وبإقبال شديد قل نظيره، اتجهوا إلى مراكز الاقتراع ليؤكدوا أن هذا الوطن له أبناؤه الذين يحافظون عليه، وعلى سيادته، وعلى صوته الحرّ في هذا الاستحقاق الرئاسي الذي كان نصراً لكل السوريين، من شمال سورية إلى جنوبها، ومن شرقها حتى غربها.
لقد قال السوريون كلمتهم في هذا الاستحقاق، قالوها وكلهم أمل في أن غداً ستشرق شمس سورية، أملاً وعملاً وإعادة بناء.. إنه الغد الذي يرون فيه انتصاراً على أعدائهم، انتصاراً دوى صوته اليوم حتى وصل إلى أسماع العالم كله.