حسين الحجي
ومضى الشتاء.. أيام خلت من زخات الحنين المحملة بالورود التي تشفى جراحها من صدفة الفرقاء الأحباب
أيام مضت دون الرجوع إلى معطف الحكاية الأولى
ومظلة افتراق طريقين كنا نحن.
شهور انتهت فقط بالبرد والزكام دون أن تسجل حوادث عشقية ومحادثات غرامية مديدة
لم يؤرخ للمطر أبدية دمعة كما تلك القطرة التي كانت تحرس نافذة لنا في حرارة لقاء
قدر محتم لامفر – رحيلهم –
لاقهقهة من القلب تزيح كم الهموم وإنما قهر في أركان الشعور ، لاشيء يثير كيمياء الفرح والسعادة
حالة ضبابية اعترتها فواصل الأمل لم تسيطر على المشهد وإنما مرت عابرة مرور الكرام
طعنة في الصميم سببها الرحيل المفاجئ لأعمدة الحياة مروا من وقتي مكابرا وكأنني أصبت بهذه الطعنة بكاتم جرح
أشياء خارجة عن التفسير
كأن يتشرد الفكر في أحياء كانت تتأنق بهم
لم يحدث أي شي من قبيل عناق أو قبلة في زاوية ضيقة بعيدا عن أنظار المارة
ولاحتى بين ندى زهرتين.
لاهبوب عاطفيا ولا منخفضات استثنائية في مناطق انتشاري سوى سموم رياح
لا فيضان غيمة على شكل امرأة تغرقني لأنسى أنا ، لأخرج من معضلات الندبات القديمة ، لأحاور الأرصفة عن كيد خطوة كانت تختال بمرورنا
حالة من الصقيع المخيف تفتك بغراس تربتي
عراء في الذاكرة مثير للشفقة
تغير في خارطة الطريق
تخبط ، آمال تطرق الأبواب بقوة الحب والإرادة
غياب الاحتفالات التي كانت ترافق مسيرة الروح في الهروب نحو قبلة المساء
يد تشبثت بيديها بعفوية الجمال في سفر قصير أثناء رحلة لساعة ونيف
بكاء لا يجد سبيلا في ركام العبرات
وذبحة قلبية ناجمة عن سكتة فراقية
هكذا قالت النبضات .