عدت يا أيها الشقي

محمد حجازي

كلما استيقظت في صباح ميلادي
تذكرت أني قضيت أربعين عاما بأزمة صحية
في كل عام بعد سن السادسة كنت
أعاني من شيء ما
كان قلبي يقع مني على الرصيف
كل مرة أمام بائع الالعاب
ومرة أخرى أنسى يدي في ملعب السلة
ومرة ثالثة يضيع اسمي في سجل التلاميذ
في كل مرة كانت أمي تلملمني
مثل كومة لحم وتعيد تهجئتي
وبعد أربعين عاما ونيف
تعاد نفس القصة
يسقط قلبي على الرصيف
ولكن لسبب آخر
وأنسى يدي في مكان ما
يضيع اسمي في سجل ما
ثمة امرأة أخرى تلملم كومة الحزن
التي كانت على شاكلتي
وتعيد تهجئتي
على نحو مريب
يشبه الطفل الذي كنته
منذ أربعين عاما
وأنا إلى الآن
لم أنل براءة اختراع
عن الحب المجفف
خفيف الدسم
ولا عن طريقة تحضير المرأة الطازجة
جميعها تجارب فاشلة
جميعهن يعانين من التغير
ووحدي أنا أعاني من التوحد
بعد أربعين عاما
أحد ما يعيد تهجئتي
على نغمة الحجاز
ومن مقام محمد

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار