صلصال الجسد … لؤلؤ الروح

شعر || محمود علي السعيد

ـ صلصال أروقة الأحياء يجتهد

في صولة الوقت لا أوج ولا رغد

ـ كل الغصون تشظت في مسالكها

وفي مفاصلها يستوطن البرد

ـ ونجمة الصبح في الآفاق يلجمها

طقس ظلوم عليه الليل يعتمد

ـ عرس الصحارى تلظى في تشاؤمه

وهودج الشمس لا حل ولا رصد

ـ وخيمة الحاتم الطائي واجمة

الصمت يخفق والإظلام يضطرد

ـ خلية الصيف ماج القحط في دمها

والموت في دورق الجينات يحتشد

ـ وعقلة الورد لا عطر يضمخها

ما عاد يمسك بنيان الهوى عمد

ـ صرخت من قحف رأس الجمر

مرتقباً فصفقت ضفة الأرقام : لا أحد

ـ القفر يرقص معتداً بقامته

والروض من آفة الإقصاء يرتعد

ـ لم يبق في البعد نبض منك ينعشني

يا دورة القرب لا عد ولا عدد

ـ وقفت أرمق مجد المال معتقداً

فخانني الدهر مما فيه أعتقد

ـ قبض الفراغ هي الدنيا وزخرفها

بكل ما يجمع الأضداد تنفرد

ـ إنسانها من أديم الأرض منشؤه

وجوهر الخلق في تصويره كمد

ـ الخطو يسرع في تحصيل أمنية

وخلجة الصدر في الأعماق تتئد

ـ يئن في الطين جسم شفه رمق

والروح بالمطلق الأرضي تزدرد

ـ جئت الحياة ولم أفهم مقاصدها

فكلما هام فيها القلب تبتعد

ـ كبد الحقيقة مرات أصبت سدى

وما أصابني منها مرة كبد

ـ جفت مناهل عمر كنت أنشده

لم يبق في العيش من آماله أود

ـ كون الخلائق والأيام جارية

بكل ما تسطر الأقدار يتقد

ـ مهما تطاير في أرجائه شرر

فخامة الأصل في تكوينه جسد

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار