الجماهير – أسماء خيرو.
الكتابة في ظل الحرب والاشتياق للوطن السليب في أمسية أدبية أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب فرع حلب ، شارك فيها كل من الشاعر محمود علي السعيد والأديبة الزميلة بيانكا ماضية وذلك في مقر اتحاد الكتاب العرب فيما قدم الأمسية جمال طرابلسي رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء اللغة العربية .
الشاعر السعيد ألقى خلال الأمسية قصائد جلها وطنية كتبها بقلبه المشتاق إلى وطنه السليب قبل قلمه، مقدما للحضور في البداية قصائد عميقة تتحرك فيها الكلمات لترسم بالصور الشعرية أبعاد الشوق والحنين لوطنه الحبيب فلسطين ومن ثم ألقى قصيدة للشهيد وأتبعها بقصيدة لرفيقة الروح، وهذا مما جاء في قصيدة” لاتقولي “/ لاتقولي لضوء الشمس وداعا / أنت طرزته شعاعا شعاعا/ وكيف ترضين ياشقيقة الروح /مرج كفيك أن يضيق اتساعا/ أوقدي الحرف في مدافئ عمري / واتركيني على السطور يراعا / وابعثي الريح بانتعاش لذيذ / كفى يرق المدى الحنون شراعا / وافتحي الأفق للمحب قليلاً / واستفيضي إذا أردت ارتفاعا / وإذا الكأس بالبراءة شفت / فاسكبيها على الشفاه تباعا / كلما ضج في العروق سؤال / ضيع اللحن في الجواب تباعا /
الأديبة الزميلة ماضية بدورها أيضا استحضرت الوطن وماحدث فيه من جراح خلفتها الحرب، بقصة قصيرة بعنوان ( مقابلة عبر الأثير ) فتناولت الواقع السوري المرير الذي كان مملوءا بصدى الرعب والحزن من خلال حوار دار بين كاتب ومذيع في إحدى الوسائل الإعلامية حول مقدرة الكاتب على الكتابة في ظل الحرب ، مثيرة سؤال غاية في الأهمية ألا وهو هل يستطيع الكاتب أن ينقل اختلاجات الروح وأن يصف الشعور الحقيقي لمختلف آلام وأحزان الآخرين إن لم يعش هو بنفسه هذه الاختلاجات والآلام والأحزان؟ لتجيب على السؤال في ختام القصة، بإصابة الكاتب في تفجير إرهابي أدى به إلى فقدان إحدى ذراعيه ، وبذلك بعد إصابته أصبح أكثر مقدرة على تجسيد ملامح المعاناة والألم ..