أنثى” الحيوية الدافقة ” الموهبة ميمونة ديب ” وحديث عن الفن والصعوبات وتأثير البيئة ..

الجماهير – أسماء خيرو ..

هي موهبة لاتحدها أبعاد ولايقيدها زمان أو مكان، أنثى بالرغم من أنها تضع الرجل في منزلة القداسة إلا أن التمرد على أفكاره التي تقيدها مبدأ وعرف لديها ، بذور موهبتها الفنية تفتحت في عقدها العشرين ، ومن ريشة تعشق الجمال وحب آت من الأعماق تتوهج لتزيل الكآبة عن وجه الحياة ، وبنظرة بسيطة إلى أعمالها نتحسس الحيوية الدافقة المشحونة بإحساسات المرأة الشرقية المحبة للتفاؤل والفرح والسلام .
وفي السطور الآتية سنحظى بمعرفة ميمونة ديب أنثى” الحيوية الدافقة ” ..

* يقولون بأن الإنسان ابن بيئته هل كان للبيئة التي تربيت فيها دور في تشكيل شخصيتك الفنية ؟
– على ماأظن نعم كان لها دور كبير إذ أني نشأت في بيئة ريفية فأخذت منها كل المعاني الجميلة ، كانت تستهوني الطبيعة بكل تفاصيلها الحية الصامتة كنت أحدثها عن طموحي الذي بدأت بذوره تتفتح في الصغر بمحاولة رسم شخصيات كرتونية “الإنمي” وحين كبرت واضطررت لمغادرة الريف عملت على صقل موهبتي بالالتحاق بدورات تُعلم الرسم الزيتي عند الرسام “عبد السلام تومان ” ومن ثم أكملت صقل موهبتي عن طريق الإنترنت بمساعدة الفنان عبد الرحمن خطيب الذي كان سنداً فنياً بكل معنى الكلمة وأيضا كان للنحات القدير أحمد بلة دور كبير في صقل موهبتي إذ إني أعتبره داعما حقيقيا لي بعد والدي ووالدتي والدكتور أحمد عز الدين الذي أيضا كان له دور كبير في إطلاق موهبتي الفنية إذ شجعني لرسم “الرومانسية والرجل والمرأة” وبمتابعة هؤلاء ودعمهم لي تبلورت شخصيتي الفنية وظهرت قوتها فانتقلت من مرحلة رسم الشخصيات الكرتونية إلى مرحلة أكثر نضجاً تجسد ما يجول في أعماقي من مشاعر وأحاسيس راقية .

* الحياة دائما تضع أمامنا المغريات وغالبا مانتبعها ماالذي أغراك كفتاة ريفية حتى تتبعي الرسم ؟
– ماأغراني أني وجدت نفسي التي كنت أبحث عنها في عالم الرسم لقد استطعت من خلاله أن أطلق العنان لفكري المحب للسلام والأمان والجمال، العاشق للتفاؤل والحياة ليتمرد على كل فكر خاطئ ويكسر كل قيد وضعه الرجل والأعراف والتقاليد وأنا هنا لا أقف ضد الرجل إنه يحظى بمنزلة القداسة لدي ولكن أتمرد على الفكر الخاطئ فقط ، فضلاً عن أني أريد بفني أن أحدث كل أنثى في العالم ..

* حتى نحقق أحلامنا علينا أن ندافع عنها بقوة ، هل السير في طريق الفن اضطرك لأن تكوني في موقع الدفاع ؟
– الحقيقة نعم كنت دائما في موقع الدفاع حتى أني واجهت الكثير من الصعوبات التي كانت على الدوام تحبط من عزيمتي وتثنيني عن السير في طريق الفن إلا أني لم أستسلم ودافعت عن حلمي بأنفاس المحارب صحيح بأنه كانت تنتابني لحظات ضعف ولكن جرعة التفاؤل التي كان يمدني بها والدي وصديق العائلة الدكتور أحمد عز الدين والفنان عبد الرحمن الخطيب والنحات أحمد بيلا تجعلني أستمر ولاأضعف والحمدلله دفاعي لم يضع سدى ..

* لوحاتك المنجزة يستبد فيها اللون الأسود هل تقصدت ذلك ولماذا أقصيتي اللون ؟
– بالرغم من أن أعمالي الحالية يغلب عليها اللون الأسود إلا أني لم أتقصد إقصاء اللون ولكن الأسود أشعر معه بالأمان كونه يمدني بمساحة من الحرية والمرونة لكي أعبر عمابداخلي، حقيقة أشعر بأنه لون واضح يلبس ريشتي ثوب التفاؤل و كأمير أنيق يأخذني من يدي لأجول معه في أجواء الحنين والشوق، والبنفسج، والأمومة ، والتراث ، وسأقول لك أمراً لن تصدقيه.. الجميع يرى في فصل الخريف نهاية حياة وأنا أرى فيه بداية لشي ما، لذلك اللون الأسود لايعني أني أعشق الحزن على العكس إني أرى فيه التفاؤل والفرح وكل شيء جميل .

* دائما نرتجي من أعمالنا أياً كانت هدفا ما ، ما الهدف من لوحاتك الفنية أهي الشهرة أم الفن ؟ وماذا تطلقين على تجربتك مع الفن ؟
– لا إطلاقا لم يكن هدفي من الرسم السعي وراء الشهرة ولن يكون يوما ما ، أنا فقط لدي أفكار أريد أن أقولها لكل أنثى في العالم، أريد أن أخرج من خلال لوحاتي التي تجسد الرومانسية ، والمرأة والرجل بمختلف أحاسيسهما ، الضجيج المقيد داخلي لأشير إلى ذاتي التي تتوق إلى الحرية ، وتجربتي الفنية يمكن أن أطلق عليها الكثير من المسميات ربما المرأة اللبؤة أو القوية أو المتمردة ..

* قلت بأنك تريدين إخراج الضجيح الذي بداخلك هل يصنع الضجيج فكرة ؟ وماهو الإحساس الذي يهيمن عليك حين ترسمين ؟
– بالتأكيد الضجيج يصنع الفكرة فكل لوحاتي التي رأيتها إنها نتيجة الضجيج الذي في أعماقي لا الهدوء ، فعندما أمسك الريشة وأبدأ بالرسم أطلق سراح الضجيج ليرمز إلى الأشياء التي تحمل المعاني السامية من جمال، وحب طاهر ، وسلام ، وأمان، فالرسم يأخذني إلى مكان بعيد أذهب معه لأجول في فضاءات وعوالم راقية وعلى سبيل المثال في لوحة” امرأة البنفسج” رمزت إلى العاطفة والحب ولم أتقصد بأن أرمز إلى الحزن والكآبة ، وأكثر إحساس ينتابني هو العشق ، فأنا امرأة عاشقة أحب الرسم حد الجنون، عاشقة
للحياة بكل تفاصيلها الحيوية ،

* أخيرا حدثيني عن طموحك وماهي مشاريعك المستقبلية وهل ستحدثين نفسك يوما ما بأن الرسم لم يعد له ضرورة في حياتك ؟
– الطموح الذي يشغل تفكيري حالياً هو أن أصل بفني إلى العالمية وأن أشارك في معارض كثيرة ، ومشروعي المستقبلي معرض بعنوان” البنفسج ” وإن شاء الله سيقام قريباً وسيتضمن العديد من الأعمال الفنية ، وعلى ما أظن لن أحدث نفسي بالتوقف عن الرسم لأنه بالنسبة لي حياة ، فقط أحدثها به عندما أكون بحاجة لأن أعود فتاة صغيرة ..

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار