شعر || محمود علي السعيد
ـ في فجر حلو مصطبغ
بالوردة عصفور يلهج
ـ جنح كالمرمر مصقول
والآخر لون لا أبهج
ـ أوصى محبوبة مهجته
بالقول لها صبراً : تفرج
ـ إن مر بحوزتها طبق
من فرط صبابته يرهج
ـ تصطاد مظلة روعتها
ما رفرف في ليل أبلج
ـ من مقل صفق مغزلها
لخيوط بالفرحة تنسج
ـ عيناها زورق أسئلة
أجوبة الصمت لها أجج
ـ إن زقزق غصن تألقها
وثمار مواسمه أنضج
ـ فالصيف بجمر مواقده
لحرارة قبلتها أحوج
ـ ترخي للخطوة أرجلها
كي يثمل بالنسمة بهرج
ـ وتبيح برقصة شمعتها
لشميم المطلق أن يأرج
ـ تهديك عرائش من صور
قلب الصفاف بها أثلج
ـ جدران الطقس بقامتها
من طلقة نظرتها ترتج
ـ أرجوحة طيب منسكب
خيل الآفاق لها تسرج
ـ أدمته سهام جلالتها
لم يقدر يوماً أن يحتج
ـ فقطار الشوق على مضض
من برق محطتها محرج
ـ وعلى منوال طرائقها
ما أورق في روض ـ ينهج
عوسجة الروح تجرحه
بالضوء إذا افتقد العوسج
ـ إن جن العشق بنرجسة
خيرات الأرض لها أخرج
****