الجماهير – عتاب ضويحي
أقامت مديرية ثقافة حلب ندوة حول كتاب “فريد الأطرش” لمؤلفه الدكتور فايز الداية ومشاركة الناقد محمد جمعة حمادة، على مسرح ثقافي العزيزية أمس.
بداية تحدث الداية عن السبب وراء تأليف الكتاب، أولاً للإضاءة على قصة نجاح ، تبرهن لنا على قدرة الإنسان الكامنة، وهي تحلق لتبرز إرادته، ومعرفته لأهدافه في الحياة، وثانياً من المهم تعريف الشباب والجيل القادم بالأطرش، وتقديمه بشكل مميز ومؤثر.
ثم تطرق المحاضر للكتاب إذ يتألف من مقدمة عن الفنان فريد الأطرش، تلتها أجزاء عن الأطرش كمثال إنساني ونشأته وطفولته، أيضاً التطرق له كعازف وملحن ومطرب، والأطرش في السينما، وأخيراً تكريم وكلمات قيلت في الأطرش.
وتناول الداية الحديث عن ألحان الأطرش التي أخذت منحيين شعبي ورومانسي، فإلى جانب ألوان الحب والعشق والهجر والوصل، إلا أنه غّنى ولحن الشعبي، وكان مغنياً لهموم الناس وحياتهم بكل مافيها من ألوان.
و ختم بالقول :إن غلبت على ألحانه وأغنياته الحزن والكآبة كما وصفها بعض المغرضين، إلا أن وجود الحزن في ألحانه، إنما هو تنفيس وعلاج للهم.
وفي قراءة نقدية للكتاب قال حمادة :إن الكاتب يمشي بكتابه الذي وسمته الهيئة العامة السورية للكتاب، بأنه لليافعين أسوة بكتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع، بأسلوب يجمع السرد، دون جفاف لغوي ولا استطراد.
وتكمن أهمية الكتاب حسب حمادة ليس فقط في الغزارة الفكرية والمعرفية التي يقدمها، لكن أيضاً في الأسلوب الأدبي الذي يتبعه ليغزو رؤوسنا، مستفيداً من مقدرته الأدبية، ولا شيء يتجزأ عند الكاتب، جميع التفاصيل مترابطة كأنها حلقة متراصة، لذلك نجد في الأسلوب تجسيداً حقيقياً لمضمون حياة فريد وأخته أسمهان، دون أن يلعب دوراً وظيفياً أو غاية منغلقة على ذاتيهما، بل هو الشكل الذي يبتغيه المضمون ليكتمل المعنى،ليختم بالقول : ربما كان فريد يعرف أنه لامفر من الموت، وأنه شيء طبيعي وضروري، لكن ماقدمه كان خالداً.. كان معجزة.