ديوان “أختي صوت وأنا الصدى ” … رسول عشق من فلذ التآخي

الجماهير – أسماء خيرو

كل ديوان شعري له حياته الخاصة التي يحاول الكثيرون من القراء معرفتها سواء من باب الفضول أو لأجل التذوق الشعري وأحيانا كثيرة لدراسة أسلوب الشاعر وتجربته ، والديوان الذي نحن بصدد التعرف على أجزاء من حياته الخاصة اسمه ( أختي صوت وأنا الصدى ) يعود للكاتبة “سنا أسامة يوسفان ” صدر عن دار الفرقان للغات والآداب عدد صفحاته تقارب ال /٣٠٠ / صفحة من القطع المتوسط، لوحة الغلاف من تصميم سمية مارتيني .
عند تصفح الديوان للوهلة الأولى نجد بأنه عمل نثري قسم داخليا إلى عدة أجزاء كل جزء يتحدث من خلال قصائد الشعر عن صور وحالات من الحب ، إذ يتردد صدى صوت هذا الحب مابين الصفحات والسطور والكلمات حتى أننا نجده في بعض العناوين وكأنه رسول عشق بعث لنرتقي بأرواحنا الخيرة ..
تقول الشاعرة : أو يذهب محبوب سدى ؟! أختي قطر وأنا الندى / أختي وجد ،عهد ، عشق ،والله بملء الأفئدة/ أختي والقلب يرددها: أختي صوت وأنا الصدى / نظرة منها تُجري / كل أقلامي كتيبة / لا لكي أحظى بشعري / بل لأغدو أديبة! .
ومن هذا الحب وتلك النظرة العاشقة تجند الشاعرة اللغة لتعبر بالكلمات والألفاظ ذات اللحن المترابط النغم والإيقاع عمايحمل فلذ التآخي من رسائل نقية بيضاء.
تقول : ويسألوني ماالسكينة وماالسلام ؟!/ فأقول أخت واللسان نصاح / ويسألونني ماالمحبة وماالوئام ؟ فأقول أخت معها الدرب مصباح / في كل منعطف لأقوى ولاأزال / وأراها فجري وهي للعتم إصلاح / في كل منعطف ليصحو بي غرام وأراها حبي وهي للحب مفتاح ! .
فالشاعرة في معظم القصائد تهب أختها مايعمر به قلب الإنسان المرهف الحس من( حب، وود ، وحنان ) مستخدمة الألفاظ والعبارات الشائعة( كالمحبة الطاهرة ، بحر هواك ، سل الفؤاد ) وبعض الصور والمعاني المطروقة ( حبها في القلب نبعي ، وأنت البدر في ليلي ، ملهمة القصائد ) وغيرها الكثير.
وإن أمعنا النظر جيداً في قصائد الديوان نجد أن الشاعرة يوسفان عاشت تجربة ذاتية، خيالها الخصب حولها إلى نوع من أنواع التصوف في أعلى درجاته لتذكرنا بذاك الحب الذي تحدث عنه الحلاج حين قال : والله ماطلعت شمس ولاغربت إلا وحبه مسكون في أنفاسي/ ولاجلست إلى قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي/ .
تقول في قصيدة ( شقيقة الشقيقة!!)
وأنا في بيتي أرقيها مامنع الصلوات الحبس / وأنا في البيت أغطيها بدعاء يجعلها ترسو/ صمتا ياقلب ، أخيّتنا يزعجها ضوء أو همس /اذهب بسنائك مبتعداً / وكأن ضياءاتك طمس ! / فهي العافية بل العفو وهي طهارتنا والقدس / وهي إذا طلت أو ضحكت كان العيد وكان العرس / .
ومع أن الشاعرة شغلت معظم صفحات الديوان بسماع صدى صوت الحب الأخوي الذي يتردد من أعماق قلبها إلا أنها لم تنسى أن تؤنس القارئ بحديثها عن الأم ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومناجاة الله لتختم بذلك طريق العشق الأخوي بالعشق الإلهي بأن تهب قلبها لطاعة الله لتصل إلى أعلى مقام من مقامات الحب ألا وهو حب الخالق سبحانه وتعالى .
تقول في قصيدة ( أنفاس محبات )
لكن سر الحب بقلبي أشعل كل الإحساسات!/ قربني من فضلك ياقريب القرب لعطايا وهبات / أنت الجليس أنت الأنيس تخلو وإياك الجلسات / صلني بجودك صلني،صلني ، علمني أسرار الصلوات / واذكرني في الملأ الأعلى واكتبني من المرضيات …
ويمكننا أن نقول في النهاية بأن ديوان “أختي صوت وأنا صدى ” انعكاس للنقاء والطهر الداخلي الذي يعبر عن لون من ألوان العاطفة الحانية التي فيها الكثير من الشفافية والموسيقا الهادئة عزفتها الشاعرة بطريقة متأنقة معتمدة على العبارة البسيطة والكلمة الرقيقة واللحن الدافئ لتسمو بالحب الأخوي وترفعه إلى مصاف المقدسات ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار