الصدق مع الذات والآخر في التجربة الشعرية…الشاعر سعيد رجو أنموذجاً

الجماهير – عتاب ضويحي

أقامت مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب محاضرة بعنوان “الصدق مع الذات و الآخر في التجربة الشعرية” سعيد رجو أنموذجاً “قدمها الباحث محمد جمعة حمادة، في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد أمس.
استهل المحاضر حديثه باتساع الآفاق الثقافية لدى الشاعر رجو، مما كان له الأثر الكبير في أشعاره، وفي حياته بوجه عام،
وفي تجربة رجو الشعرية ما يؤكد الصفاء والسريرة النفسية، التي يتمتع بها الشاعر، والطفولة المستمرة في حياته مهما تقدّم به العمر، مستمداً معنى وجوده الحقيقي من رهافة حسه، وشعوره المشحون بانعكاسات الحركة الكونية عليه.
مشيراً لطفولته الشقية والتي كان اليتم الأقسى عليه، ومن وحي معاناته كتب قصيدته “الطفل الكهل” يتحدث بها عن نفسه، معوضاً مافقده في طفولته بأولاده وأحفاده، مستلهماً من ابنته أناهيد قصيدتي “أمير النجوم وأناهيد”.
وعن كتابات رجو قال حمادة :إن ماكتبه سعيد في خمسينيات القرن الماضي لم يكن تكوينات من نمط واحد، بل كانت تتعلق بالقضايا العامة، كالصراع الطبقي، أو القضايا الوطنية، والخاصة، منها قصيدة “برعمان” لاتتجاوز تسعة أبيات، من وحي خيبة أمله العشقية الأولى، أما قصيدته “سورية تتحدى” فقد بلغت ثلاثين بيتاً، وجاءت رداً على نظرية الفراغ التي ابتدعها الرئيس الأمريكي “إيزنهاور”، ولم يكن الأمر مختلفاً عن ذلك في المرحلة الشعرية الثانية التي بدأها عام “1963”حتى اليوم، فالقصيدة يكّونها مضمونها حسب تجربته.

ولفت المحاضر لمواقف رجو تجاه قضايا واقعه العربي والعالمي أيضاً، التي أصابته بالقلق، لكنها لم توصله لليأس والتشاؤم، ويتجلى ذلك في قصيدته “صراخ في أروقة الذاكرة” كتبها في منتصف سبعينيات القرن الماضي،إضافة لكتابته العديد من القصائد المعبرة عن موقفه الرافض للحرب المقامة على بلده، ونشرها في مجلة الشهباء الحلبية.
وحول علاقة رجو بأدباء ومثقفي بلده، فقد عايش الأديب خليل هنداوي خمس سنوات، وكلما رآه ازداد حباً واحتراماً له، أما وليد إخلاصي فإن سعيد كان يعتبره تاج مدينة حلب أدباً وحضارة وإنسانية، ونشأت بينهما مودة أخوية أدبية، وهما من كانا ينظران إلى رجو كشاعر، دون الوقوف عند وضعه الاجتماعي كعامل كي الثياب، والسبب في تعيينه ككاتب في الاتحاد، على عكس علاقته بجورج سالم وعلي عقلة عرسان وزكريا تامر التي يشوبها عدم الانسجام.
كما تطرق المحاضر لإصدارات رجو الشعرية، وتبلغ حتى الآن عشر مجموعات شعرية، وكتاب نثري بعنوان “أبداً كنت أنا” ولديه ما يكفي لثلاث مجموعات تنتظر الزمن المناسب، وما يتهيأ للصدور هي تجليات رأي، ومايعبر عن صبوته لتحقيق حلمه الإنساني، تلك المدينة الفاضلة ربة شعره وإلهامه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار