حسين الحجي
ليتني ألتقيك قبل أن ترتدي الروح ثوب الغياب
وقبل أن أغادر ذاتي في سفر طويل نحو العلا والتعب
وقبل أن يتراجع النبض عن الدوران في أنحائي مثل نهر دون جريان
وقبل أن يركد دمي في عنق وريد كما خثرة قد توقفني عن الحياة
وقبل أن تتوقف حياتي على نشاط سيالة عصبية لم ترسل إلي إمدادات رؤيتك لأشفى
وقبل أن أفقد بعضا مني في مكان حبيب وأعود دون أنا في غياب وأمضي في سؤال أحدهم ماذا ينقصني ؟
وقبل أن أستنفد فرصتي في الكتابة عن بهجة المساء والحنين برفقة من كانوا في ذاك الحي الأرستقراطي
وقبل أن أكبر وأكابر و تصير جراحي دولة حزن وبريق صمت من طلاسم
وقبل أن أمشي في عراء حبك مسيرة صقيع ليلة أنتظر وأنتظر ظل خيمة تدلني عليك في حرمان
وقبل أن يندثر الشعور إليك وتصبحين خرافة عشق وماضي سطور تروى لليتامى ليناموا طويلا
وقبل أن يتعثر نطقي في الحديث عن حلمي في بناء مدينتي التي تخلو من الشعارات الرجعية وترنو لخلود حضارة في ظل امرأة.
وقبل أن أغدو كما بحيرة مهجورة غادرها جدول غزير هربا من حت النسيان
وقبل أن يذبل كل شيء كل شيء وأصبح خريفا بلا جنون رياحا لاتحركني كل عواصف الهوى
وقبل أن أفقد رغبتي في رؤية القمر على مسرح جلدك يغني ويغني لي لأغفو على تأوهات خصرك ولا انتظر الصباح
وقبل أن ينطفئ بريق عيني وأصار الى العتمة والعدم.