لوحات من الحياة في لقاء أدبي

الجماهير – أسماء خيرو

أقامت نقابة المهندسين فرع حلب لقاء أدبيا شارك فيه كل من الأدباء ( أحمد همدر – جورج سباط – مريانا سواس – طه حسين الرحل ) بتقديم لوحات من الحياة، وذلك في قاعة المحاضرات في نقابة المهندسين ..
في البداية ألقى الشاعر همدر قصيدتين الأولى قدم فيها رؤية مختلفة لقصة ألف ليلة وليلة إذ كانت القصيدة بمثابة اعتراف رسمي بما يحمله قلب الأمير شهريار للأميرة شهرزاد من عشق وهيام ، أما القصيدة الثانية فكانت على ذات النهج ولكن الأبيات تغنت بالوله والحنين لرؤية مدينة حلب التي اغترب عنها الشاعر في يوم ما، يقول في قصيدة ( العيد بعيداً عن حلب ).

ويغلبني الحنين فلا أبالي / إذا حار الجواب على السؤال / أيكتبني الزمان شريد عمر / وينثرني المكان على الظلال / ألملم طيفك الحاني بليلي / فكم أزرت بطيفك ذي الليالي/ ويسرع بالرحيل إليك قلبي / بأشرعة ” سراع ” في المحال / أهدهد دمعتي بأنين روحي وأسكتها بلاهبة الخيال / فذاك العيد عاد إليّ بعداً / وذاك الوصل شط عن الوصال .

الشاعر سباط بدوره أيضا ألقى قصيدتين ففي قصيدة” سفر إلى الحياة غير مرئية” تحدث فيها عن شوقه للعودة إلى أشياء تفتقدها روحه، أما في قصيدة “الخط الأزرق الأخير” فكانت رجاء من رجل إلى امرأة بأن لاتغادر حياته / وهذا بعض ماجاء فيها:
معك تصير الأنا أنت وتغدو السماء زرقاء / لاتغيبي ياشمسي لاغروب بعد اليوم / ياعروس السماء وفاتنة الأرض / هل عرفت الجنون يوما إنه أنا /إنه أنا وأنت إنه الشوق لذلك الخط الأزرق الأخير .

فيما الأديب الرحل ألقى عدة مقطوعات شعرية قصيرة عبر فيها عن الوجد والحب والتضحية والوفاء للوطن كما عبر عن استيائه من زمن الحرب والفوضى التي يضطر فيها الإنسان للرحيل من الوطن . وهذا بعض ماجاء في قصيدة” بلادي” / بلادي كل هذا الوجد والأنفاس والأهل / بلادي كل هذا البحر والزيتون والرمل / بلادي كل شلال المخاطر والمعابر ولم تزل تحلو / بلادي نغمة الأجزاء/بلادي بهجة الأعباء / بلادي نقمة الأشلاء حين تعثرت وانتابها القحل/ ولم تزل وقد استحمت بالرؤى وتراكم النبل تلد الجمال من الخيال ونبتها يعلو / بلادي كل مافي الكون في فرد بلادي مفرد كل ..

وختمت اللقاء الأدبي الكاتبة سواس فعالجت في قصتها التي بعنوان ” سميتي على الضفة الأخرى” ماحدث في مدينة حلب من دمار وخراب ،ثم قرأت نصا قصيرا من رواية “هلوسات امرأة من حلب ” بعنوان ( حساب شجرة البرتقال) حاورت فيه القضية الفلسطينية ،ومن ثم قرأت قصيدة بعنوان” رجل من زمن عربي ” تحدثت فيها عن الرجل الشريف الذي أنهكته مصائب الدهر وضاقت به السبل في زمن استبد فيه الظالم والفاسد ، تقول في القصيدة / سلام عليكم ساداتي أعرفكم بنفسي أنا رجل أعبر جوع أطفالي متاهات في ممراتي / أرتدي الوقت هماً / الخبز والدفء والأمن باتوا عقارب ساعاتي / أنا رجل ولدت في زمن اللصوص سرقوا مرايا العمر سلبوا وجه الضوء / هرمت وأنا أطارد سراق مهاراتي / أنا رجل سكنت في مدن الزجاج المكسور وعلى أروقة الموت المنثور / الآه هناك كانت تذبح بداياتي / أنا رجل أرسم شكل الرغيف وأولادي من حولي جوع مخيف بأفواههم رسموا شكل انكساراتي .
ت هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار