• محمود علي السعيد
وصلت إقامة الأحباب ما بقيت سوى خطوه
وقلبي في تفحمه يرى في ليلكم جلوه
أسائل نخلة الصحراء أين مضارب الحلوه
أليس بجمرة الأكمات يا صمت المدى جذوه
وفي بوابة الآفاق من إيماءة دعوه
أطلت ياسمين الحب في قسماتها سهوه
سرائكم بما احتضنت لشمس حضورنا قدوه
لها في مربط العشاق من عبق الهوى سطوه
جدار مظلة الأشواق تسند ظهره حصوه
من الألفاظ تغدقها بكل طلاقة عنوه
سلوت الماضي الأشقى وما أضناه من سلوه
أعانق طائر الفينيق تواقاً الى صهوه
تشيع بمهجة الأمطار من شرق الصدى نشوه
وطين الأرض مغتبط يؤجج في الورى لهوه
أقر بكل ما صدحت على ملىء به الصفوه
هي الدنيا وزخرفها بكل طقوسها نزوه
خلاصتها بما اكتظت به أيامنا عنوه
تعادل في تدفقها وما طفحت به عبوه
وظلاً من شحيح الضوء تغزل طيفه سروه
أخيراً يا عروق الروض والخلجات في صبوه
صحا قنديل أهل الكهف كم تحلو به الصحوه
يجفف ظلمة الذكرى وما حصدته من قسوه
محال أن تشق سدى كتاب وجودنا هفوه
وقد أجت بطهر الورد من أمواجه ربوه
لماذا ثغرك المضياف والقبلات في جفوه
تعالي نغلق التاريخ لو بقلامتي غفوه
تطل على قميص العمر من طياتها عروه
بها يزهو عصي الدمع والخلجات في زهوه
أجمع كل ما نطقت به الأضداد في ندوه
لها يهفو خلي البال والهمسات في خلوه
لأبقى البحتري أنا وأنت بقربه علوه