الجماهير – عتاب ضويحي
أقام فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب نشاطاً أدبياً تضمن قراءة في كتاب السهروردي مؤسس الحكمة الإشراقية لمؤلفه عبد الفتاح القلعه جي، قدمها الكاتب طه حسين الرحل في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد أمس.
تناول المحاضر في قراءته الحديث عن حياة شهاب الدين السهروردي من ولادته في سهرورد، ودراسته في مراغة بأذربيجان، ثم تنقلاته من أصفهان إلى بغداد وديار بكر وميافارقين وأخيراً إلى حلب، حيث استقر، ونزل بمدرسة الحلوية ، وكتب أغلب مؤلفاته التي وصلت ل50 كتاباً ورسالة أغلبها بالعربية وبعضها بالفارسية، وعُرِف عنه حبه للتنقل مشياً بحثاً عمن يشاركه علومه، شديد الثقة بنفسه متّقد الذكاء وسريع البديهة، مفحم القول، كان له أثر فاعل على الفكر الغربي، واهتم الأوروبيون بدراسته أكثر من العرب، وكانت نهايته القتل بوحشية ودُفِن خارج سور القلعة.
وانتقل الرحل في المحور الثاني للحديث عن أفكار السهروردي وترتيباته ومن أهم كتبه كتاب حكمة الإشراق، صنّف فيها الحكماء حسب توفر شرطين الأول التّأله أي مدى وجود الله في قلب الحكيم، والثاني البحث في الثقافة والمعرفة، وحدد سبع مراتب للحكيم، كما تطرق لإشراقية السهروردي التي أحدثت انقلاباً في الفكر لأنها اعتمدت على المدرسة المشائية والعرفانية معاً.
وفي الجانب الأدبي تميز السهروردي وتألق ببلاغة وسلاسة شعره القريب من القلوب، والحنين في أبياته أهم قواعد فلسفة الإشراق، وتعد أشعاره الغزلية من أرق ماقيل في الشعر الغزلي، وبلغ من النضج الفني مايؤكد النشأة المشرقية للموشحات قبل الأندلس ومن موشحاته “على العقيق اجتمعنا” وختم المحاضر بقصيدة السهروردي بعنوان شوق.
قدّم وأدار الحوار محمد العبدالله رئيس فرع اتحاد الكتاب بحلب.