للارتقاء بالعمل المجتمعي … مبادرة موزاييك تخلق تنافساً بين الجمعيات والمنظمات الأهلية من خلال تقديم عروض تعكس حالات اجتماعية
الجماهير – أنطوان بصمه جي
تابعت الكنيسة الإنجيلية بحلب بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المرحلة الثانية من مبادرة موزاييك المتمثلة بتقديم العروض التقنية على خشبة مسرح دار التربية الثقافية بالفيلات، للوصول إلى مخرجات مبنية على تجارب من أرض الواقع والاحتياجات المجتمعية من خلال توصيف المشكلة وتسليط الضوء عليها وتحليل أبعادها وكيفية التصرف نحوها وتقديم المقترحات لحلها أو تخفيفها قدر المستطاع.
وبدأ اليوم الأول من المبادرة، يوم أمس الجمعة، بتنافس 8 جمعيات أهلية ومنظمات خيرية وجهات كشفية ومراكز الرعاية الاجتماعية ضمن 4 محاور مجتمعية أولها العدالة الاجتماعية وتعزيز الحوار السلمي وتقبل الآخر مروراً بمحور المواطنة الفاعلة وختاماً بمحور العنف القائم على النوع الاجتماعي لتتنافس كل جهتين على محور واحد عن طريق تقديم فقرات تمس الموضوع المراد التعبير عنه من خلال وسائل الإيضاح المتنوعة من فيديوهات تسجيلية أو مسرح صامت يعتمد على الإيماءات أو مسرح تقديمي تفاعلي بالاعتماد على العديد من الأنماط الفنية، ويليها مشاركة الجمهور من مختلف الدوائر الحكومية والمنظمات النقابية ورجال الدين بالتصويت لإحدى الجهتين حول ما تم تقديمه من قضية وكيفية حلولها من خلال بطاقات خاصة بالتصويت وتكريم الفائرين عن كل محور.
جرى التنافس حول محور العدالة الاجتماعية بين جمعية التآلف الخيرية ومجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية “كاريتاس سورية”، بينما تضمن المحور الثاني تحت عنوان تعزيز الحوار السلمي وتقبل الآخر تنافساً بين جمعية الإحسان التنموية ومنظمة دوركاس الهولندية، وتركز المحور الثالث على تقديم ما يتعلق بموضوع المواطنة الفاعلة بين كشاف كنيسة الصليب ومبادرة مشابك، في حين كان المحور الرابع والأخير يعكس قضية العنف القائم على النوع الاجتماعي (الجندرة) وتنافس في تقديم هذا المحور الأمانة السورية للتنمية وأخوية إيمان ونور.
وتلا كل محور تصويت من قبل الجمهور المشارك الذي انسجم بشكل فاعل في جميع المحاور المتعلقة بالمجتمع المحلي وهويته وكيفية حمايتها للوصول إلى الحفاظ على الإنسان وكيفية تطوير أدواته.
بدوره قال القس إبراهيم نصير الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية العربية بحلب أن دور الكنيسة اليوم لا يتوقف عند إبراز الهوية الروحية إنما لها دور اجتماعي حسّاس يمكن أن تلعبه بشكل فعّال، وعندما يتم تغييب بعض مكامن القوة في المجتمع الحلبي فإن إحدى مسؤوليات الكنيسة يكمن في تسليط الضوء على تلك المكامن، مضيفاً أن قوة مدينة حلب هي التنوع الذي شهده مسرح دار التربية من خلال المنافسة الإيجابية بين الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والهيئات الكنسية الإغاثية، وأردنا من خلالها توصيل رسالة أن مدينة حلب تتميز بثقتها بأبنائها الذين يعرفون واجباتهم ومسؤولياتهم.
وأضاف القس نصير أن مبادرة موزاييك عكست التناغم من خلال القطع الصغيرة القادرة على إنجاز لوحة متميزة وقوية، وأن سورية انتصرت بسبب وعي الإنسان وإدراكه التام على ما يقع على عاتقه من مسؤوليات تجاه مجتمعه، وأن مبادرة موزاييك تعكس بلد المواطنة والتماسك المجتمعي بما يحمله من عادات وتقاليد، وهي عادات للبناء وليست للتهديم، وبالاعتماد على الحوار بين مختلف أطياف المجتمع التي سعت الكنيسة الإنجيلية من خلال المبادرة لتجميع عينات من المجتمع السوري سر قوة البلاد وغناها والرافعة الفكرية والإغاثية للمجتمع الحلبي قد تكمن في بعض المعتقدات السياسية والعقائد الروحية لكن هناك غنى حقيقي في الأبعاد الاجتماعية، ووجود تلك الشرائح مفاده أن مدينة حلب تبني مستقبلاً من حاضرها.
وعن النتائج والتوصيات التي ستخرج من مبادرة موزاييك المستمرة على مدار يومين، أكد القس نصير أنها ستؤخذ بعين الاعتبار كونها صادرة عن فئة الشباب، والعمل على تحقيق المنتجات بالإضافة إلى إيجاد المساحات التي من خلالها يمكن لفئة الشباب أن تبدع وتحقق للوصول إلى تحقيق الفرق في المجتمع الحلبي ولا يزال هذا الفرق ليس على قدر الطموح، مشيراً إلى أهمية دور وسائل الإعلام التي تسعى لتحقيق الوظيفة الإخبارية والتوعية المجتمعية القادرة على تحقيق الفرق الحقيقي.
الجدير بالذكر أن المرحلة الأولى من المبادرة تضمنت يوما حواريا مفتوحا في معهد حلب العلمي للبنين أوائل شهر تموز الماضي وهو عبارة عن مشاركة 21 جهة فاعلة ونشطة في العمل المجتمعي والإغاثي والإنساني، إذ تعمل كل جهة في مكان تنتمي له لهدف واحد هو خدمة ودعم المجتمع بكل أطيافه وألوانه.
تصوير: هايك أورفليان