بين السلب والإيجاب … قراءة نقدية في مجموعات شعرية لثلاث شاعرات من حلب

الجماهير – عتاب ضويحي

أقامت مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب أمسية أدبية بعنوان “ثلاث شاعرات من حلب” تضمنت قراءة نقدية لمجموعات شعرية للشاعرات ابتهال معراوي “شواطئ الروح”، رنا رضوان “طيور النار” و رولا عبد الحميد “أيا زمردة الصباح تنفسي”، قدمها الناقد زياد مغامس في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد أمس، وأدارها محمد جمعة حمادة.
تناول المحاضر الحديث حول الموجبات الأخلاقية عند الشاعرات، إذ تستمد أصولها من الدين الحنيف والمثل الأخلاقية، ممثلة في الدعوة إلى الحنين والمحبة والوفاء والتسامح ونظافة الفكر والمساواة الإنسانية، وهي ماعهدناها في حياتنا اليومية، وتجلت في أدبياتنا، لكن الباعث عند المبدع غير المتلقي، لأنه يتعامل مع المفردات بطريقة شاعرية جميلة ومؤثرة، فكان التعبير عن المعاني عند الشاعرات الثلاث مختلفا ً.
وفي موجبات الطبيعة تتجلى الأنا بوضوح وأنا الآخر وفق رؤية كل شاعرة، فنرى الطبيعة أكثر وضوحاً عند شاعرة في حين نراه أقل عند أخرى، إلا أن قراءة موجبات الطبيعة عندهن، هي قراءة فاعلة لأنها الوجود الحقيقي الواقعي للنصوص، وتمثل ذاكرة المعنى الشعري، وقد استثمرنه استثماراً حياً منفتحاً غير مقيد بدلالة واحدة قابلة للتأويل.
وفيما يخص ظاهرة الحزن بيّن مغامس أن الشاعرات عبّرن عن الحزن بشفافية بتلامح الصور، إذ يومئ بألوان تتعانق فيه الأشكال وتتمازج الرؤى، وهو حزن مغلف بواقعية تجنح إلى الرومانسية عندهن.

أما الباعث النفسي لكل شاعرة فلكل منهن، والكلام للمحاضر، فلسفة خاصة للظواهر، حسب رحلة حياتها وكم الثقافة الذي تمتلكه، إذ بدت ملامح فلسفية يمكن للمتابع التوقف عندها لأنها لافتة رغم ضآلتها وعدم عمقها.
في حين شمل الباعث الإبداعي جانبين، الصورة الفنية وتميزت باتساعها حيناً، وضيقها حينا آخر عند الشاعرات الثلاث، وتجلت الصور بمبعث إنساني متمتع بحيوية متجددة آسرة بجدتها وجمالها، متباينة بين نص وآخر.
وفي جانب الموسيقا الشعرية كانت الصور الواردة في المجموعات غنية بزخارفها، مملوءة بالمتعة عاضدتها موسيقا وافرة.
وأضاف المحاضر أن ما سبق لا يعطي الشاعرات شهادة تميز، فهناك هفوات لحظت في المجموعات منها :وجود ظل للآخر ولوي عنق بعض الكلام من أجل الوصول إلى الوزن المختار، وهذا تجاوز على اللغة ومخل بسلامتها، ماجعل بعض النصوص تحفل بالأخطاء النحوية رغم التدقيق، أيضاً الدفق العاطفي غير المتوازن، وإضافات لغوية لم تغن الشاعرية، وتكرار لبعض المعاني والألفاظ، وبتر نهاية القصيدة وترهل في بعض النصوص، وورود أبيات ومقاطع تعبق بروح النثر.
وختم مغامس بالقول :بالمجمل كانت المجموعات الثلاث ترجماناً صادقاً لعواطف الشاعرات الذاتية، وهواجسهن الخلاقة، تمازجت وارتحلت إلى مكامن الإبداع فصدحت الشاعرات بقوة وتفرد.
وشارك الحضور بالمداخلات وتنوعت بين مؤيدة للقراءة النقدية، ومشيرة لبعض الجوانب التي يجب أن تشملها أو تغفلها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق