ما مدى تأثير الحرب والضغوط الاقتصادية على الكتابة الأدبية؟! الأدباء المشاركون: الأديب يتألم أكثر مما يتألم الإنسان العادي… وبين ثنايا الوجع كان لا بد من فتح نوافذ للأمل!

الجماهير – بيانكا ماضيّة

ما من شك في أن الحرب التي شنّت على سورية كان لها تداعياتها على الأدب، فغالبية الأعمال الأدبية التي صدرت خلال سنوات الحرب، كانت الحرب ثيمتها الأساس، وما أفرزته من نتائج كارثية على الإنسان الذي عانى من ويلاتها، وربما كانت الرواية هي الجنس الأدبي الأكثر استيعاباً لتفاصيل هذه الحرب، لما لها من خصائص تجعل الكاتب يغوص في هذه التفاصيل لإظهار تأثير هذه الحرب على الإنسان والمجتمع.
ولكن ماشأن الأدب اليوم؟! وهل مازالت هذه التفاصيل تلح على مخيلة الكاتب؟!
في استطلاع أجريناه مع بعض الكتاب والأدباء حول مدى تأثير الحرب وتداعياتها والضغوط الاقتصادية التي يعيشها المواطن السوري على الكتابة الأدبية، وأي المواضيع استأثرت بفكر الأديب؟! كانت الأجوبة متفاوتة حسب الفكرة التي تدور في فكر كل من هؤلاء الأدباء والكتاب…
الأديب محمد العبد الله رئيس فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب قال: أعتقد أن الحرب الظالمة التي شنت على سورية وشعبها كان لها تأثير كبير في كل الميادين، ولم يكن المشهد الثقافي في منأى عن هذه الأحداث، فالأديب أولاً وقبل كل شيء هو إنسان وجزء من المجتمع الذي يعيش فيه، لكن تبقى نظرته لما يجري حوله نظرة مختلفة نابعة من عمق نظرته ونبل مشاعره. يحكى أن تشيخوف كان في باخرة وجلس بجانبه رجل بسيط يعرف أن الذي بجانبه كاتب روسيا الكبير تشيخوف، وجاء مفتش التذاكر قبل انطلاق الباخرة وحصل سجال بينه وبين الرجل البسيط ، فصفعه المفتش صفعة قوية، فرد عليه الرجل قائلاً: صحيح أنك صفعتني وآلمتني لكن من تألم أكثر هو تشيخوف هذا الذي يجلس بجانبي.

ويختم بقوله: الكاتب والأديب قد يتألم أكثر مما يتألم الإنسان العادي، وقد يشعر بصعوبة الحياة وقسوتها أكثر من أي شخص آخر.
أما الأديبة سها جلال جودت فتشير إلى العبء الاقتصادي الذي يعاني منه المجتمع السوري، ومنه الأديب، فتقول: جميع الحضارات اﻹنسانية لايمكنها أن تنجح في بناء حضارتها إذا لم يكن الوضع الاقتصادي مرتاحاً بين أيدي أصحابه، فبعد الانتهاء من الحرب الكونية الشرسة التي حرقت اﻷخضر واليابس في أراضينا العامرة بخيرات الطبيعة من تين وزيتون وعنب وورق عنب وحمضيات وتوابل وأجبان وألبان نجد أنفسنا عاجزين كل العجز من شراء كيلو جبن أو كيلو لحم كما كنا نشتري قبل الحرب، ﻷن الارتفاع في اﻷسعار بشكل جنوني قد حال دون ذلك خاصة، وأن راتب الشخص الواحد لايمكنك أن تعيش به سوى عشرة أيام وبالكفاف، في ظل هذه اﻷوضاع الصعبة هل يستطيع الكاتب أو اﻷديب أن ينتج إبداعاً وهو شبه جائع أو محاصر بمرض التفكير؟! من أين سأكمل مصروف الشهر والسماء لاتمطر لاذهباً ولافضة؟!.

أما الدكتورة الأديبة ملاك السباعي فتحدثت عن تجربة النزوح التي كانت الموضوع الأهم فيما كتب في أثناء الحرب، وخاصة النصوص التي تناولت الحرب في مدينة حلب، إذ قالت:
أثارت الحرب في وجدان ونفس الكاتب السوري نصوصاً سردية وقصائد اتسمت جميعها بحزن ظاهر أو دفين تتسربل به كل النصوص الأدبية.
وتتابع: لعل التجربة الأولى مع الحرب كانت معاناة كثير من أهالي المناطق الشرقية في حلب خلال نزوحهم الاضطراري إلى المناطق الغربية.
تجربة النزوح وما رافقها من متاعب خاصة للأسر التي لديها أطفال صغار أو حتى رجال ونساء كبار في السن.
انخرط معظم الكتاب في حلب عن هذه التجارب المؤلمة، وهل هناك أصعب من مغادرة منزل أمضت فيه الأسرة ربما مايقارب نصف قرن، وفي كل ركن من أركانه ذكرى لا تغادر مخيلة الصغير والكبير.
تكلم كثير من الأدباء عن تجربة النزوح سرداً وشعراً..وهي تجربة لم تمر على السوريين، فكانت مريرة، وانسكبت هذه المرارة حرفاً حزيناً يحمل الوجع، وبين ثنايا الوجع كان لا بد من فتح نوافذ للأمل لتمر من خلال الروح المتعبة فتداويها وتواسيها.
هكذا هم السوريون ومن بينهم الأدباء تعلموا، وخلال عقد من الزمن، أن يكتبوا الألم والأمل معاً وفي جملة واحدة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وصول 185 طالبا وطالبة لأداء امتحانات التكميلية في حلب تفقد أعمال الصيانة للمجموعة الخامسة في المحطة الحرارية ... وزير الكهرباء يشدد على ضرورة مراقبة عمليا... مناقشة خطة تحويل المساحات الزراعية إلى الري الحديث في حوض الفرات مديرية نقل حلب تنجز 155 ألف معاملة إلكترونية ضمن سلسلة اجراءات مؤتمتة وإيرادات تجاوزت الـ 28 مليار ل... مشكلة توزيع المياه وتوفيرها في الريف الشرقي.... مدير المياه : عمليات إصلاح وصيانة الخطوط المائية تع... تنفيذ عدد من المشاريع لتحسين البنية التحتية في أحياء حلب بحث سبل التعاون مع وفد برنامج الاغذية العالمي لتنفيذ عدد من البرامج الصحية والخدمية في حلب فرع الأمن الجنائي بحلب يلقي القبض على شخص لتفجير قنبلة وإطلاق أعيرة نارية في بستان القصر حملة إزالة الأشغالات غير المشروعة في منطقة السكري والأنصاري الشرقي اختتام أعمال الدورة العادية الرابعة لمجلس المحافظة : مطالب بإعادة النظر بنقل محلات صيانة السيارات إل...