تضافر جهود ” التربية والسورية للتجارة و الجهات المجتمعية ” هل يخفف معاناة الأهالي في تأمين المستلزمات المدرسية .؟؟
الجماهير || وسام العلاش
قرطاسية – حقيبة – لباس مدرسي كامل وحذاء رياضي متطلبات تقول أم أحمد إن تأمينها قبل بداية العام الدراسي لأولادها الثلاثة هو هاجسها اليومي ، والحال عند أم أحمد هو حال العديد من ربات البيوت فمع إعلان موعد بدء العام الدراسي تبدأ استعدادات الأهالي في شهر آب الذي يعتبر الأثقل مادياً على كافة الأسر لما له من طابع خاص في توفير مؤونة الشتاء إضافة لتأمين مستلزمات المدارس .
• خطط إعادة تدوير
تقول أم عبدو : أقوم بإعادة تدوير ملابس المدرسة لأولادي من تصليحات وما يحتاج منها لتعديل كوني أجيد الحياكة ، مضيفة بأنها ستشتري القرطاسية والحقائب والأحذية وهكذا تكون قد وفرت قليلاً من مصاريف المدرسة على حد تعبيرها .
/ * ١٠٠/ ألف للطالب الواحد:
وتشير ربى بأنها ستشتري هذا العام كل شيء جديد لابنها في الصف السابع الذي سيكلف دخوله للمدرسة ما يقارب /١٠٠/ ألف ليرة بين مصاريف القرطاسية واللباس والحقيبة والحذاء مبينةً بأنها اختارت لوازمها بالحد الأدنى وما هو وسطياً من حيث الجودة والسعر ، متعجبة من حال من لديه عدد أولاد أكثر كم سيكلفه بدء العام الدراسي .
• ذوي الدخل المحدود في حيرة من أمرهم
المرتب الذي نتقاضاه بوادٍ والأسعار المعروضة في الأسواق بوادٍ حتى في منافذ بيع السورية للتجارة أسعارها لا تناسب الرواتب ما يجعله في حيرة كيف سيؤمن مستلزمات أبنائه ، هذا ما ذكره أحمد أثناء تسوقه لمتطلبات العام الدراسي لأولاده ، مضيفاً : بأنه وزوجته عاملين من الفئة الأولى في القطاع العام ومع ذلك فالدخل لن يناسب واقع الأسعار الملتهب .
•تفاوت الأسعار بين السوق والسورية للتجارة:
وفي جولة استطلاعية ” للجماهير” لأسواق مستلزمات المدارس ومقارنتها مع أسعار السورية للتجارة التي تتدخل إيجابياً بطرح مستلزمات العودة للمدارس وطرحها المواد بالتقسيط حتى مبلغ قدره / ٢٠٠/ ألف ليرة للعاملين وبدون فوائد ، فبالنسبة للقرطاسية بلغ سعر دفتر من نوع شريط ٧٠ صفحة في إحدى مكاتب منطقة الجميلية/١٠٠٠/ ليرة بينما في السورية للتجارة /٦٠٠/ ليرة و بلغ سعر دفتر ١٥٠ صفحة في المكتبة /٢٥٠٠/ ليرة بينما كان سعره في السورية للتجارة /٢١٠٠/ ليرة ، أما أقلام الحبر الأزرق فبلغ في السورية من ١٠٠- ٢٠٠/ ليرة بينما في المكتبة يبدأ من / ٢٠٠- وينتهي بسعر / ١٠٠٠/ ليرة بحسب جودته ، وتراوح سعر الأدوات الهندسية بين / ٢٠٠٠- ٥٠٠٠/ ليرة بينما انتهت بسعر / ١٠٠٠/ ليرة في السورية ، وعن علب التلوين في السورية تتراوح بين الـ / ١٥٠- ٧٠٠/ ليرة بحسب حجمها بينما في المكتبة فسعرها بين الـ / ٥٠٠ – ٣٥٠٠/ ليرة أما الحقائب في الأسواق فتبدأ بسعر / ٢٥٠٠ وتنتهي بـ ٤٠ ألفاً و في السورية للتجارة / ٢٠٠٠- ١٩00/ بحسب حجمها .
وعن أسعار اللباس المدرسي فقد تباينت الأسعار بحسب المنطقة ونوعية الجودة فكانت الأسعار في منطقة المنشية والتلل متوسطة بالنسبة لمنطقة سوق الفرقان فبلغ سعر القميص المدرسي في سوق التلل / ١٨/ ألفاً ومثله للبنطال أما الصدرية المدرسية فهناك من يعرضها بسعر /١٣/ ألف وغيره يطرحها بسعر / ٩/ آلاف في نفس السوق أما في بعض الأحياء المتفرقة فالأسعار تبدأ/ ١٠/ آلاف للقميص و/ ٧/ آلاف للصدرية وفي سوق الفرقان الأسعار كانت مرتفعة فالقميص يتراوح من /٢٠- ٣٠/ ألف أما الحذاء المدرسي بسعر / ٢٥ – ٤٠/ ألف وبالنسبة للحقائب طرحت بسعر /٥٠/ ألف وما فوق ، أما بالنسبة للباس في صالات السورية للتجارة فقد بلغ سعر القميص المدرسي في صالة الأكرمية التابعة للسورية للتجارة /٧٠٠٠/ ليرة والصدرية /٤٥٠٠/ ليرة .
• التربية : لا تشديد باللباس المدرسي
عدم التشديد على اللباس المدرسي الكامل بالنسبة للطالب وإعطاءه الوقت الكافي والمريح لتجهيز احتياجاته المدرسية ليكون جاهزاً لتلقي دروسه خلال العام الدراسي هذا ما أكده ابراهيم ماسو مدير التربية في حلب ، مضيفاً لأنه تم التعميم على كافة المدارس بهذا الخصوص كما سيتم التنسيق مع كافة الجمعيات الأهلية لرفد كافة المناطق التي هي بحاجة للدعم وما يحتاجه التلميذ من مستلزمات ومتطلبات المدارس لضمان سير العملية التعليمية.
• خبير اقتصادي : دعم ذوي الدخل المحدود بالمستلزمات المدرسية
ويرى الدكتور عبد القادر دواليبي رئيس قسم التسويق في كلية الاقتصاد بجامعة حلب أنه إذا تضافرت الجهود من كافة الجهات المعنية فإنه بالإمكان التخفيف من السيناريو المكرر كل عام وهو كيفية تأمين مستلزمات المدارس التي شكلت عبئاً على ذوي الدخل المحدود في ظل التضخم الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
ويتابع دواليبي حديثه : فمثلاً أن يكون للسورية للتجارة تدخلاً أكبر وأن تضع برامجاً أكثر فاعلية فيما يتعلق بتأمين هذه المستلزمات وأن يكون توجيه الدعم محصوراً في فئة المواطنين ذوي الدخل المحدود ، مؤكداً أن لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل دوراً كبيراً في مواجهة التحديات التي تواجه ذوي الدخل المحدود والأكثر هشاشة في المجتمع وذلك بالعمل على تنفيذ برامج مشتركة مع المنظمات الدولية والإنسانية من خلال تقديم مستلزمات مدرسية للفئة المستهدفة ، إضافة إلى أهمية دور النقابات ومساهمتها في دعم من تمثلهم من كافة شرائح المجتمع من خلال تخصيص صناديق الدعم لمنتسبيها تقدم الدعم بهذه الأوقات من السنة ، مشيراً في السياق نفسه إلى دور وزارة التربية بتخفيف المتطلبات المتعلقة بالقرطاسية واللباس للحد الأدنى لضمان سير العملية التعليمية ، وضرورة التنسيق مع مؤسسات التمويل الصغير من خلال إعطاء قروض ميسرة بدون فوائد لذوي الدخل المحدود .
خلاصة القول:
بما أن للتعليم أهمية كبيرة في بناء المجتمع وتطوره من كافة النواحي فمن المفترض توفير كافة التسهيلات لتلبية متطلبات سير العملية التربوية وتكثيف الجهود من قبل الجهات المعنية لتوفير بيئة تعليمية بأقل التكاليف وعدم تحميل الأهالي وخاصةً شريحة الدخل المحدود فوق قدرتها الشرائية الذين يجدون أنهم في امتحان حقيقي يصعب اجتيازه .