· محمود علي السعيد
هبطت على وجع القلوب يمامة
فاستيقظ القمر الجريح مرحّبا
وتعانقت أوراق أسئلة الندى
من فرط ما رق الجواب وأطربا
رُطبٌ تضوّئ في سماء نخيلنا
لتكون رقرقة النسائم أرطبا
علّقتُ روحي في فضائك موجة
شبّت على طوق الضفاف تحسّبا
ألا يروق لذوق سمعك نبضها
ويضج بالقلق الشجي معاتبا
من عقر أروقة التوجس موقد
بصقيع أقبية الملامة أخصبا
في ظلك القزحي دون إشارة
من مقلة نزفت عليك ترقبا
طقس الغواية حين كان برونق
يصبو إلى ألق الحضور تقلّبا
فتململ الصمت المعتق خمرة
برباط وجد للمحب تقرّبا
لا تطمئن إلى بريق قلادة
من لؤلؤ من قبل كان مجربا
لم يبق في طبق الحضارة هودج
إلا مع العبق القديم تخاطبا
مهما قرين صباك في غسق النوى
رقماً فرقماً بالخلائق شبّبا
لم يلق يا ورقاء مثلي عاشقاً
بجماع قلب قد أحب وأطنبا
أعجبت فيك بلا تأنق نظرة
وصباح روضك بالقرنفل أعجبا
فرشقت في وجه الحقيقة موقفاً
بدم الشقاوة يا وصال مخضبا
من صخر أنساق الجبال ظلامة
بمرارة أضحى التقارب أصلبا
فعجنت أخلاط الدموع بطاقة
طيّرتها عقداً إليك محببا
جارت علي من المكان مواضع
ومن الزمان دقائق لن تضربا
إلا على أيوب في طرقاته
وعلى أراجيح الضلالة منقبا
العمر يا قطب الأصالة شاعر
بقصيدة قطف الإضاءة واختبا