الجماهير – أسماء خيرو
أمسية أدبية بفضاءات من قلب الحياة جمعت مابين الزجل والشعر أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في الصاخور يوم أمس وذلك على مسرح ثقافي العزيزية، فيما أدار الأمسية محمد سمية مدير المركز الثقافي في الصاخور.
بدأ الشاعر علي المحمود الأمسية بقراءة قطعة نثرية خاطب بها الحبيبة ومع أنه وصل بشجن العشق إلى آخر مداه إلا أنه انتصر لقلبه الحر الرافض الأسر من ثم أخذ يتغزل بزرقاء العينين وختم باللغة المحكية فعبر عمايعتري قلب الرجل من مشاعر راقية لنارين أميرة من عفرين ولامراة برائحة العطر. ومما جاء في قصيدة “أمل”/ أيتها الشمس المخضبة بجلنار أحمر لاأستطيع التحمل أكثر / أنا رجل ميت منذ قرون بل أكثر / سفن العشاق مبحرة وسفني راسية لاتبحر / ومراسي الشوق تكبلني وقيدي يأبى أن يكسر / في هواك كنت ملكاً زعيما وقيصر/ وفي هجرك بت عبداً ذليلاً محقر / يموت الحر ولايرضى في قفص أن يؤسر /وأموت ألف مرة ولا أرضى في قلب امرأة أن أؤسر .
فيما الشاعرة ليلى أورفه لي قرأت عدة قصائد وطنية رددت فيها لحن الوطن الحزين فجددت انتفاض طائر النار من رحم الورد وكتبت ميثاقا بينها وبين الأرض في قصيدة شجرة السماء مشيرة إلى الأحزان والألوان والإخوان في الوطن وختمت بتشتت الروح والتشبث بلغة الأرض / وهذا بعض ماجاء في قصيدة ” لغة القمح البتول” / من عزف إيقاع المطر بيننا / من أطلق عبير العطش من حبات التراب / من أيقظ الحنين المضمخ بالعشق من قمم السباب / صمت أخضر يروي حكاية الغابات البكر أم همس غمام اختبأت قطراته في جنبات الروح / كنت أبكي حينما يطرق صوت المطر أبواب الحقول ألوذ بالأشواك تحمي ضفاف القلب / وها أنا أستكين لأنامل القطرات تعزف على أوتار الروح لغة القمح البتول / وها كلماتي فراشة تحوم فوق الشفاه شرنقة تغزل الصباح .
وختم الشاعر سلوم سلوم بمقطوعات زجلية وبلغته المحكية الخفيفة الروح تغزل بحسناء الوطن ومن ثم وصف مشهد الإر*هاب الدامي وختم وببعض من الشعر الزجلي ، وهذا مما جاء في زجلية مشهد في الميدان / لو كنت بحكي دوم على الدم الخفيف ومغندرة وبتميس بالقد الظريف / وبحكي على الإنسان والخلق العفيف تتفاجؤوا لو حكيت عن مشهد مخيف / جانب فرن حي الميدان المستضيف المهجرين والغالبية ولاد ريف، ياحبابنا تمنيت لو أني كفيف/ ولا شفت يلي شفت، أشلاء ونزيف، كان الخضرجي ماسك بإيدو رغيف/ عم ياكلو ملفوف من جوا نضيف / من جهنم الجرة أجت فوق الرصيف ، وموجة شظايا وضغط على الجسم الضعيف / شفت البشر طارت كأوراق الخريف ، وصوات مرعوبة بتصرخ يالطيف، طلعت على المسكين أكشف حالتو شفت إيدو بس مع باقي الرغيف / يارب بارك أهلنا الأنعام ضيف على كل من صلى ودعا بقلبو الرهيف .
هذا وقد تخلل الأمسية عدد من المداخلات النقدية تحدثت عن التأثير الجمالي للزجل وحول إمكانية الخروج عن النمطية في استخدام الصور الشعرية والابتعاد قدر الإمكان عن المألوف .
ت : هايك أورفليان..