الجماهير – عتاب ضويحي
احتضنت صالة الأسد للفنون معرضاً فنياً تشكيلياً جماعياً مساء أمس، حمل عنوان “إبداعات حلبية”، وذلك ضمن فعاليات ملتقى الفنان فاتح المدرس التشكيلي دورة الفنان “وحيد مغاربة”.
إذ قدمت 20 فنانة من مدينة حلب 40 عملاً تشكيلياً، حمل لمساتهن الأنثوية بألوان هادئة حالمة حيناً، وحارة صارخة حيناً آخر، وتميز المعرض بالحس الأنثوي الواضح من خلال الموضوعات المطروحة، واجتمعت فيه المدارس التعبيرية والتجريدية والانطباعية بشكل لافت.
وتألقت الفنانات كل في مجالها ولوحاتها، منهم الفنانة التشكيلية شيرين علو التي شاركت بثلاث لوحات من المدرسة التجريدية، وعن مشاركتها قالت للجماهير : تعتبر هذه مشاركتي الأولى في الأسلوب التجريدي، وكل لوحة تتناول موضوعاً خاصاً، في الأولى كان الزمن وتطوراته وأثره في حياة كل واحد منا، ورمزت له بالأبواب، فهناك من يعيش الماضي، وثاني يعيش الحاضر وآخر يختار المستقبل، وفي اللوحة الثانية “نساء حائرات” تعبر عن التيه والحيرة في اختيار الطريق الأنسب لكل امرأة، واللوحة الثالثة تتناول قضية النزوح والتهجير، أما عن الألوان على حد تعبير علو، فإنها تمثل عنوان اللوحة وتوصل الفكرة، ولكل لون دلالته فالأحمر يدل على الثورة، والفضي على الماضي والأخضر على البهجة والحياة.
وتذهب الفنانة شكران بلال بلوحتها إلى جمال بيئة الريف ، وعمل المرأة الريفية في غزل الصوف والقطن، وتندرج لوحتها تحت نمط الأسلوب الانطباعي التعبيري، وألوانها زيتية مستقاة من الطبيعة.
الجنة وعالمها الخاص المبهم ، وواقعنا المعاصر بكل ضغوطاته التي حولتنا من أشخاص لمجرد أشياء، عبرت عنهما الفنانة لوسي مقصود، بأسلوب تجريدي تعبيري، مستخدمة ألوان الزهري القريب من الروح والأخضر لون الحياة، دون أن تنسى الأحمر لون الضغوطات، لكن يبقى للأمل فسحته الكبيرة باستخدامها اللون الأبيض.
وكان للطبيعة الصامتة وللتراث” قلعة حلب ” حضورهما أيضاً، من خلال لوحتي الفنانة سوزان حسين، من المدرسة التعبيرية الواقعية، مستخدمة تكنيكا خاصا بها معتمدة على المواد النافرة “غراء، إكرليك وغيرها” لتعطي فخامة لعملها، وتثير التساؤل في الملتقى في آن.
المشاعر الإنسانية لاسيما الأمومة كان لها وجودها، وهي ماعبرت عنها لوحتا الفنانة ابتسام مجيد، إضافة للعزف على أوتار الحزن والألم بسبب الحروب والنزاعات، ودلت عليه بألوان البني وتدرجاته، والبنفسج الحزين.
أما الفنانة حياة الرومو أشارت إلى الرباط الجوهري بين الرجل والمرأة من خلال لوحتين بأسلوب تشكيلي أقرب للانطباعي التعبيري، عبرت فيهما عن الألم والأمل ، دون أن تهمل المساحات اللونية للدلالة على حرية الفكر والاطلاع وتنقلات العقل ومحطاته متخذة اللون الأسود رمزاً لذلك.
وبعمل فسيفسائي جديد من نوعه ضمن المعارض التشكيلية، شاركت الفنانة ضياء طاووس بلوحة حملت عنوان “فسيفساء المجتمع السوري” للدلالة على تنوع الطيف السوري، وكل طيف هو برعم زهرة يكبر ليصبح عنصراً فاعلاً في المجتمع، معتمدة على ألوان الأصفر والوردي والأخضر والبني بتدرجاتها اللونية، لإيصال أفكارها بأسلوب تعبيري انطباعي.
من جهته أوضح جابر الساجور مدير ثقافة حلب أن المعرض بمشاركاته الأنثوية البحتة، جسد الواقع وعبر عن رؤى المرأة بكل حالاتها، ومن هنا تأتي أهمية دور وزارة الثقافة ومديرياتها، في دعم المبادرات النسائية والفنانات من خلال إقامة المعارض واقتناء أعمالهن وتقديم الدعم الفني لهن، إضافة لدور المعارض في تبادل الخبرات.
وبين الفنان إبراهيم داود مدير المعارض في الاتحاد أن الأعمال المشاركة منها من وحي الفنان وحيد مغاربة وآخر من وحي وإبداع الفنانات، أعمال تنوعت مابين التجريدية والتعبيرية فيها تجديد في الأعمال وجدية في الطرح ، مشيراً لأهمية المعارض الجماعية في خلق روح التنافس والرغبة في تقديم كل ما هو مميز.
تصوير – هايك أورفليان