محمود علي السعيد
لماذا كلما اصطبغت هضاب
وضج دم الأصالة في عروقي؟
أدقّ بكل ما أروقت شوقاً
برقرقة على الباب العتيق
لأشعل في فضاء الوقت قوساً
ضفائرها من القزح الحقيقي
وأقطف ومضة من برق رمش
على وقع من الصمت الطليق
لأن مظلة القبلات وعد
يعانق مربط الثغر الأنيق
وعنقود النجوم قطاف عمر
بزهو طلاقة الجذر العريق
أقمت من الحضور صدى لروحي
على شفق الزبرجد والعقيق
وخضّبت الطلول بنبض فجر
نسائمه من العبق الرقيق
ظُلمت أمام أروقة تلظى
بموقد ليلها جمر العقوق
ولم تفتح بحور الطقس يوماً
صنابير الغيوم على الحريق
تقاطع جوهر الأضداد فيها
وأطبقت الجهات على الطريق
أما كان الوداد قرين عشق
ومرقد طهره الأنقى رفيقي؟
وأوراق الندى حلقات رقص
ضمائرها من العهد الوثيق
على أطباقها مرت عقود
ولم تفصح عن السر العميق
ولما ضاقت الأقدار صدراً
وأطلقت الزفير مع الشهيق
وأغلقت الشمائل محتواها
بمفترق على الحلم الرشيق
تقلدت المواسم سيف قحط
يشق نياط أنسجة الرحيق
لديجور الفراق صراط وجد
يجمّع ما استقام من البريق
يطرّزه بكل صفاء نسغ
بمسطرة على الغصن الوريق
لنحضن قامة الطرقات وصلاً
أفيقي يا خطا الماضي أفيقي